تمهيد :
يقول العبد الفقير المفتاق إلى رحمة ربّه الغفور السيّد حسن الموسوي البروجردي ـ بصّره الله عيوب نفسه وجعل يومه خيرا من أمسه ـ : إنّ منهج المحدّثين وأصحاب المدوّنات والكتب الحديثية عند الشيعة الإماميّة من القرن الرابع ـ بل ما قبله بيسير ـ إلى زماننا هذا في أخذ الحديث وروايته وذكر إسناده كان عن طريق الأخذ والقراءة من كتب وأصول المتقدّمين عليهم ، وقلّما يوجد نقل الحديث في ذلك الأوان عن طريق السماع من المشايخ دون كتابته حتّى أنكر البعض ذلك ، خصوصا في القرنين السادس والسابع ، وهذا أمر مسلّم به لا يمكن النقاش فيه ولذا سمّوا المشايخ الواردة في الأسانيد إلى أصحاب الكتب (مشايخ الإجازة) ، واشتهر عندهم استغناء مشايخ الإجازة عن التوثيق ، ولإثبات هذا أو نفيه مباحث طويلة ليس هنا مقام بيانها.
وبالجملة : نحن نواجه النقولات الواردة في الكتب بالنسبة إلى ذكر أسانيدها ومصادرها على صور مختلفة ، وهي كما يلي :
الأولى : رواية الأحاديث مسندة من دون التصريح بأسامي الكتب المأخوذ منها تلك الأحاديث ، وهذه الأسانيد ليست إلّا طرقا إلى أصحاب الكتب والأصول من