قال : والريح عصفت عليهم ، وكان رئيسهم يقال له : الخلجان فقالوا : يا هود ، ما ترى الريح إذ أقبلت أقبل معها خلق كثير (١) كأمثال الأباعر معها أعمدة هم الذين يفعلون بنا الأفاعيل ، فقال : أولئك الملائكة.
فقالوا : أترى ربّك إن نحن آمنّا به أن يديلنا (٢) منهم؟ فقال لهم هود عليهالسلام : إنّ الله تعالى لا يديل أهل المعاصي من أهل الطاعة ، فقال له الخلجان : وكيف لي بالرجال الذين هلكوا؟
فقال له هود : يبدلك الله بهم من هو خير لك منهم ، فقال : لا خير في الحياة بعدهم ، فاختار اللحاق بقومه ، فأهلكه الله تعالى (٣).
[في قبر نبيّ الله هود عليهالسلام]
[٩٧ / ٥] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبي ، حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن عبد الملك ابن طريف (٤) ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : خرجنا مع أمير المؤمنين صلوات الله عليه
__________________
(١) قوله : (كثير) من البحار.
(٢) الإدالة : الغلبة والنصرة (النهاية ٢ : ١٤١).
(٣) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٥٩ / ١٧.
(٤) في السند تحريف بلا ريب ، وذلك إنّ الراوي عن الأصبغ بن نباتة هو سعد بن طريف الخفّاف ، وهو شائع في الطرق والأسانيد ، ولا يوجد (عبد الملك بن طريف) في موضعه ، ومن هذا المنطلق ذكر العلّامة المجلسيّ رحمهالله هذا الطريق بهذا الشكل : «قصص الأنبياء بالإسناد إلى الصدوق بإسناده إلى ابن طريف ، عن ابن نباتة».
ومن المحتمل أن يكون الطريق الصحيح للصدوق إلى هذا المكان هو ما ذكره في مشيخته في كتاب من لا يحضره الفقيه ٤ : ٥٣٧ وهذا نصّه : «وما كان فيه عن سعد بن طريف الخفّاف فقد رويته عن أبي رضى الله عنه ، عن سعد بن عبد الله ، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن ثابت ، عن سعد بن طريف الخفّاف». ـ