ثمّ عاد القوم إلى منازلهم ، فوجدوها قد صارت أسفلها أعلاها ، وأطلق الله لهم نهرهم وزادهم فيه على ما سألوا ، فقاموا على الظاهر والباطن في طاعة الله ، حتّى مضى أولئك القوم ، وحدث نسل بعد ذلك النسل (١) أطاعوا الله في الظاهر ونافقوا (٢) في الباطن وعصوا بأشياء شتّى ، فبعث الله من أسرع فيهم القتل ، فبقيت شرذمة منهم ، فسلّط الله عليهم الطاعون ، فلم يبق منهم أحد وبقي نهرهم ومنازلهم مائتي عام لا يسكنها أحد.
ثمّ أتى الله تعالى بقوم بعد ذلك فنزلوها وكانوا صالحين ، ثمّ أحدث قوم منهم فاحشة واشتغل الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، فسلّط الله عليهم صاعقة ، فلم يبق منهم باقية (٣).
[قصّة ناقة صالح عليهالسلام]
[١٠٢ / ١٠] ـ وبإسناده (٤) عن ابن أورمة ، عن عليّ بن محمّد الخيّاط ، عن عليّ ابن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه في قوله تعالى :(كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ)(٥) فقال : هذا لمّا كذّبوا صالحا صلوات الله عليه ، وما أهلك الله تعالى قوما قطّ حتّى يبعث إليهم الرسل قبل ذلك فيحتجّوا عليهم ، فإذا لم يجيبوهم أهلكوا ، وقد كان بعث الله صالحا عليهالسلام فدعاهم إلى الله تعالى فلم يجيبوه وعتوا عليه ، وقالوا : لن نؤمن لك حتّى تخرج لنا من هذه الصخرة ناقة
__________________
(١) قوله : (النسل) لم يرد في «ص» «م» والبحار.
(٢) في «ص» «م» والبحار : (نافقوه).
(٣) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٨٧ / ١٣ وج ١٤ : ١٥٣ / ٤ ، وفي قصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٤٠ باختصار.
(٤) في «ر» «س» : (وبالإسناد).
(٥) القمر : ٢٣.