وقلقلت قلوبهم ، فماتوا أجمعين في طرفة عين كبيرهم وصغيرهم ، ثمّ أرسل الله عليهم نارا من السماء فأحرقتهم (١).
فصل
[في رجوع نبي الله صالح عليهالسلام لقومه بعد غيابه]
[١٠٣ / ١١] ـ وبإسناده عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عليّ بن أسباط ، عن سيف بن عميرة (٢) ، عن زيد الشحّام ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : إنّ صالحا عليهالسلام غاب عن قومه زمانا ، وكان يوم غاب كهلا (٣) حسن الجسم ، وافر اللحية ، ربعة من الرجال ، فلمّا رجع إلى قومه لم يعرفوه ، وكانوا على ثلاث طبقات : طبقة جاحدة ولا ترجع أبدا ، وأخرى شاكّة ، وأخرى على يقين ، فبدأ حين رجع بالطبقة الشاكّة ، فقال لهم : أنا صالح فكذّبوه وشتموه وزجروه ، وقالوا : إنّ صالحا كان على غير صورتك وشكلك ، ثمّ رجع إلى (٤) الجاحدة فلم يسمعوا منه ونفروا منه أشدّ النفور.
ثمّ انطلق إلى الطبقة الثالثة وهم أهل اليقين ، فقال لهم : أنا صالح ، فقالوا : أخبرنا خبرا لا نشكّ فيه (٥) أنّك صالح ، إنّا نعلم أنّ الله تعالى الخالق (٦) يحوّل في أيّ
__________________
(١) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٨٥ / ١١.
ورواه الكلينيّ في الكافي ٨ : ١٨٧ / ٢١٤ : عن عليّ بن محمّد ، عن عليّ بن العبّاس ، عن الحسن بن عبد الرحمن ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٨٨ / ١٤ وتفسير الصافي ٢ : ٢١٥ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٣٧٤ / ١٥٣ وج ٥ : ١٨٢ / ٢٧.
(٢) في «ر» «س» : (يوسف بن عمرة) ، وفي البحار : (ابن أبي عمير) بدلا من : (سيف بن عميرة).
(٣) في كمال الدين زيادة : (مبدح البطن).
(٤) في «م» : (أتى) بدلا من : (رجع إلى) ، وفي «ص» والبحار : (أتى إلى).
(٥) قوله : (فيه) لم يرد في «ر» «س» «ص» والبحار.
(٦) في البحار : (لخالق).