[قصّة الحيتان]
[١٠٥ / ١٣] ـ وبإسناده عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن أبي عبيدة ، عن أبي جعفر عليهالسلام : إنّ قوما من أهل أيلة (١) من قوم ثمود كانت الحيتان تستبق إليهم كلّ يوم ، وكانوا نهوا عن صيدها ، فأكلها الجهّال ، ولا ينهاهم عن ذلك العلماء ، ثمّ انحازت طائفة منهم ذات اليمين ، فقالت : إنّ الله تعالى ينهاكم عنها واعتزلت طائفة منهم ذات اليسار ، فسكتت ولم تعظهم.
وقالت الأولى : «لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذّبهم قالوا : معذرة إلى ربّكم ولعلّهم يتّقون ، فلمّا نسوا ما ذكّروا به» (٢) أي : تركوا ما وعظوا به ، خرجت الطّائفة الواعظة من المدينة مخافة أن يصيبهم العذاب وكانوا أقلّ الطائفتين ، فلمّا أصبح أولياء الله أتوا أبواب (٣) المدينة ، فإذا هم بالقوم قردة لهم أذناب.
ثمّ قال أبو جعفر : قال عليّ بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام : لهذه الأمّة بعد نبيّها سنّة أولئك لا ينكرون منكرا (٤) ولا يغيّرون عن معصية الله ، وقد قال الله تعالى : (أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما
__________________
ـ ورواه الكلينيّ في الكافي ٢ : ٢٧٤ / ٢٣ باختلاف يسير مع زيادة : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن سدير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ١٤٤ / ٣ وج ٧٠ : ٣٣٤ / ٢٠ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٤٨٧.
ورواه أيضا في الكافي ٨ : ٣٩٥ / ٥٩٦ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن سدير ، عن أبي جعفر عليهالسلام ...
(١) مدينة على ساحل بحر القلزم ممّا يلي الشام (معجم البلدان ١ : ٤٢٢).
(٢) قوله : (ما ذكّروا به) لم يرد في «ص» ، وهذا الكلام مقتبس من سورة الأعراف : ١٦٤ و ١٦٥.
(٣) في «ص» «م» : (باب).
(٤) قوله : (منكرا) لم يرد في «ص» «م».