باب الغار صخرة ، فجعل الله رزقه في إبهامه فجعل يمصّها فتشخب لبنا ، وجعل يشبّ في اليوم كما يشبّ غيره في الجمعة ، ويشبّ في الجمعة كما يشبّ غيره في الشهر ، فمكث ما شاء الله أن يمكث.
ثمّ أخرج إبراهيم من السرب (١) ، فرأى الزهرة وقوما يعبدونها ، فقال : أهذا ـ على سبيل الإنكار ـ ربّي؟ فلم يلبث أن طلع القمر وعبده قوم أيضا فقال عليهالسلام على سبيل الإنكار [: أهذا ربّي؟](٢) ليكون ذلك حجّة عليهم في إثبات التوحيد ونفي التشبيه ، وذلك قوله تعالى : (وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ)(٣)(٤).
[١٠٨ / ٢] ـ وعن ابن أورمة ، حدّثنا الحسين بن عليّ (٥) ، عن عمر ، عن أبان ، عن حجر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : خالف إبراهيم عليهالسلام قومه وعادى آلهتهم حتّى أدخل على نمرود فخاصمه ، فقال إبراهيم عليهالسلام : (رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ)(٦) الآية ،
__________________
(١) السرب : الحفير تحت الأرض.
(٢) ما بين المعقوفتين أضفناه لاستقامة المعنى.
(٣) الأنعام : ٨٣.
(٤) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ٤٢ / ٣١.
وورد قريب منه في كمال الدين : ١٣٨ / ٧ ، بإسقاط : (أبي بصير) من السند ، وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٤١ / ٣٠.
وأورده في الكافي ٨ : ٣٦٦ / ٥٥٨ : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ٥٥ : ٢٤٨ / ٢٨ وتفسير نور الثقلين ١ : ٧٢٩ / ١٧٩.
(٥) لم أجد رواية ابن أورمة عن الحسين بن عليّ في موضع ، ولا يبعد كون الصواب الحسن ابن علي ، وقد روى ابن أورمة عن الحسن بن علي في مواضع من هذا الكتاب وغيره ، ومرّ رواية الحسن بن علي ، عن عمر عن أبان بن عثمان بالرقم (٤٩) ، ويأتي رواية الحسن ابن علي ابن فضّال عن عمر الجرجاني ، عن أبان بالرقم (١٣٣) (من إفادات السيّد الشبيري الزنجاني).
(٦) البقرة : ٢٥٨.