وكان في عيد لهم دخل على آلهتهم قالوا : ما اجترأ عليها إلّا الفتى الذي يعيّبها ويبرأ منها ، فلم يجدوا له مثلة أعظم من النار ، فأخبروا نمرود ، فجمع له الحطب وأوقد عليه ، ثمّ وضعه في المنجنيق ليرمى به في النار ، وأنّ إبليس دلّ على عمل المنجنيق لإبراهيم عليهالسلام (١).
[دعاء إبراهيم عليهالسلام للخلاص من النار]
[١٠٩ / ٣] ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أخبرني أبي عن جدّي عن النبيّ صلوات الله عليه وآله عن جبرئيل عليه الصلاة والسلام قال : لمّا أخذ نمرود إبراهيم عليهالسلام ليلقيه في النار ، قلت : يا ربّ ، عبدك وخليلك ليس في أرضك أحد يعبدك غيره.
قال الله تعالى : هو عبدي آخذه إذا شئت ، ولمّا ألقي إبراهيم عليهالسلام في النار ، تلقّاه جبرئيل عليهالسلام في الهواء وهو يهوي إلى النار ، فقال : يا إبراهيم ، ألك (٢) حاجة؟
فقال : أمّا إليك فلا ، وقال : يا الله ، يا أحد ، يا صمد ، يا من لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، نجّني من النار برحمتك. فأوحى الله إلى النار : (كُونِي بَرْداً
__________________
(١) نقله عنه العلّامة المجلسيّ في بحار الأنوار ١٢ : ٣٨ / ٢٣ بهذا الإسناد : بإسناده إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن محمّد العطّار ، عن ابن أبان ، عن ابن أورمة ، عن الحسين بن عليّ ، عن عمر ، عن أبان ، عن حجر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام.
وورد صدره في تفسير العيّاشيّ ١ : ١٣٩ / ٤٦٤ : عن أبان بن حجر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام.
ورواه الكلينيّ في الكافي ٨ : ٣٦٨ / ٥٥٩ مع زيادة في المتن : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن حجر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٤٤ / ٣٧ وتفسير نور الثقلين ١ : ٢٦٧ / ١٠٧٦.
(٢) في «ص» «م» : (لك).