[غيرة إبراهيم عليهالسلام على سارة]
[١١٢ / ٦] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ، حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريّ ، حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن إبراهيم بن أبي زياد (١) الكرخيّ ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : إنّ إبراهيم عليهالسلام كان مولده بكوثا (٢) ، وكان من أهلها وكانت أمّ إبراهيم وأمّ لوط عليهماالسلام اختين ، وأنّه تزوّج سارة بنت لاحج ، وهي بنت خالته ، وكانت صاحبة ماشية كثيرة وحالة (٣) حسنة ، فملّكت إبراهيم جميع ما كانت تملكه ، فقام فيه وأصلحه ، فكثرت الماشية والزرع ، حتّى لم يكن بأرض كوثا رجل أحسن حالا منه.
وإنّ إبراهيم عليهالسلام لمّا كسّر أصنام نمرود أمر به فأوثق وعمل له حيرا (٤) فيه الحطب ، وألهب فيه النار ، ثمّ قذف بإبراهيم عليهالسلام ليحرقه ، ثمّ اعتزلوها ثلاثا حتّى خمدت ، ثمّ أشرفوا على الحير فإذا هم بإبراهيم صلوات الله عليه سليما مطلقا من وثاقه ، فأخبروا نمرود ، فأمرهم أن ينفّروا إبراهيم من بلاده ، فإنّه إن بقي في بلادكم أفسد دينكم وأضرّ بآلهتكم ، فأخرجوا إبراهيم ولوطا إلى الشامات.
فخرج إبراهيم ومعه لوط وسارة وقال : (إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ)(٥) ، يعني
__________________
(١) في النسخ : (رباب) ، والمثبت عن الكافي والبحار موافق لكتب التراجم.
(٢) في الكافي : (بكوثى ربا) ، وفي البحار ١٢ : ٤٥ : (بكوثى ربى).
قال العلّامة المجلسيّ في البحار ١٢ : ٤٧ كوثى ربى كانت قرية من قرى الكوفة كما ذكره المؤرّخون ، والذي ذكره اللغويّون هو كوثى. قال الجزريّ : كوثى العراق هي سرّة السواد ، وبها ولد إبراهيم الخليل عليهالسلام (وانظر : النهاية في غريب الحديث ٤ : ٢٠٧).
(٣) في «ص» «م» والكافي والبحار ١٢ : ١١٠ : (وحال).
(٤) الحير : المكان المطمئن الوسط المرتفع الحروف يجتمع فيه الماء (لسان العرب ٤ : ٢٢٣).
(٥) الصافات : ٩٩.