وأحبّ الموت ، فأتى داره فإذا فيها أحسن صورة ما رآها قطّ.
قال : من أنت؟ قال : أنا ملك الموت ، فقال : يا سبحان ، من هذا الذي يكره قربك ورؤيتك وأنت بهذه الصورة ، قال : يا خليل الله ، إنّ الله تعالى إذا أراد بعبد خيرا بعثني إليه في هذه الصورة ، وإذا أراد بعبد شرّا بعثني إليه في صورة غيرها وقبض إبراهيم عليهالسلام بالشام (١).
[١٢٧ / ٢١] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا علي بن أحمد بن موسى (٢) ، حدّثنا محمّد ابن هارون الصوفيّ ، حدّثنا عبيد الله بن موسى الحبّال الطبريّ (٣) ، حدّثنا محمّد بن الحسين الخشّاب ، حدّثنا محمّد بن محسن ، عن يونس بن ظبيان ، قال : قال لي الصادق عليهالسلام : يا يونس ، قال أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام : لمّا أراد الله تعالى قبض روح إبراهيم عليهالسلام هبط إليه ملك الموت عليهالسلام فقال : السلام عليك يا إبراهيم ، فقال : وعليك السلام يا ملك الموت ، أداع أنت أم ناع؟ قال : بل داع (٤) فأجبه ، فقال إبراهيم : هل رأيت خليلا يميت خليله.
قال : فرجع ملك الموت حتّى وقف بين يدي الله تعالى ، فقال : إلهي قد سمعت ما قال خليلك إبراهيم عليهالسلام. فقال الله جلّ جلاله : يا ملك الموت ، اذهب إليه
__________________
(١) رواه الصدوق في علل الشرائع ١ : ٣٨ / ١ بتفاوت يسير : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد ابن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٧٩ / ٨ ومستدرك الوسائل ٢ : ٩٥ / ٥ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ١٣٧.
(٢) في النسخ : (أحمد بن موسى) بسقط (علي بن) ، وما أثبتناه هو الصواب ، وهو الذي يعرف بالدقّاق وقد أكثر ابن بابويه من الرواية عنه ، وروى الخبر بنفس السند في الأمالي ، فراجع.
(٣) في النسخ : (عبد الله بن موسى الجمّال الطبري) ، والصحيح ما أثبتناه (انظر : الأمالي للصدوق : ٩١ / ٥ و ٢٦٣ / ١ و ٢٦٥ / ٥ و ٦٠٥ ، والخصال : ١٨٨ / ٢٥٩ ، وعلل الشرائع ١ : ٢٣٤ / ١).
(٤) في العلل : (بل ناع يا إبراهيم).