فإنّه موضع شبير وشبّر ابني هارون عليهالسلام (١).
[ماريا بن أوس ونبي الله إبراهيم عليهالسلام]
[١٣٠ / ٢٤] ـ وكان على عهد إبراهيم عليهالسلام رجل يقال له : ماريا بن أوس ، قد أتت عليه ستّمائة وستّون سنة ، وكان يكون في غيضة (٢) له بينه وبين الناس خليج من ماء غمر (٣) ، وكان يخرج إلى الناس في كلّ ثلاث سنين ، فيقيم في الصحراء في محراب له يصلّي فيه ، فخرج ذات يوم فيما كان يخرج ، فإذا هو بغنم كان عليها الدهن ، فأعجب بها وفيها شاب كأنّ وجهه شقّة قمر ، فقال : يا فتى ، لمن هذا الغنم؟
قال : لإبراهيم خليل الرحمن ، قال : فمن أنت؟ قال : أنا ابنه إسحاق ، فقال ماريا في نفسه : اللهمّ أرني عبدك وخليلك حتّى أراه قبل الموت.
ثمّ رجع إلى مكانه ورفع إسحاق خبره إلى أبيه فأخبره بخبره ، فكان إبراهيم يتعاهد ذلك المكان الذي هو فيه ، وكان يصلّي فيه يوما فرآه ، فسأله عن اسمه وما أتى عليه من السنين فخبّره ، فقال : أين تسكن؟ فقال : في غيضة.
فقال إبراهيم عليهالسلام : إنّي أحبّ أن آتي موضعك فأنظر إليه وكيف عيشك فيها ، قال : إنّي أيبّس من الثمار الرطب ما يكفيني إلى قابل ، ولكن لا تقدر أن تصل إلى ذلك الموضع فإنّه خليج وماء غمر. فقال له إبراهيم : فمالك فيه معبر؟ قال : لا.
قال : فكيف تعبر؟ قال : أمشي على الماء ، قال إبراهيم : لعلّ الذي سخّر لك الماء يسخّره لي.
__________________
(١) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ١١٢ / ٤٠.
(٢) الغيضة : الأجمة ، مجتمع شجر في مغيض الماء ، وفي المصباح المنير : ٤٥٩ : الغيضة : الأجمة وهي الشجر الملتف وجمعه غياض.
(٣) الغمر بفتح الغين وسكون الميم : الكثير ، أي يغمر من دخله ويغطيه (لسان العرب ١٠ : ١١٦).