فلمّا دخل الحرم شيّعه بعض أصحابه إلى البيت ، فلمّا انصرف قال : رأيت رجلا ما رأيت أكثر نورا وأحسن (١) وجها منه ، قالوا : ذاك إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليه ، قال : أسرجوا (٢) فأسرجوا ستّمائة ألف دابّة في مقدار ما يسرج دابّة واحدة ، قال : ثمّ قال ذو القرنين : لا بل نمشي إلى خليل الرحمن ، فمشى ومشى بعده أصحابه النقباء (٣).
قال إبراهيم عليهالسلام : بم قطعت الدهر؟ قال : بإحدى عشرة كلمة ، وهي : سبحان من هو باق لا يفنى ، سبحان من هو عالم لا ينسى ، سبحان من هو حافظ لا يسقط ، سبحان من هو بصير لا يرتاب ، سبحان من هو قيّوم لا ينام ، سبحان من هو ملك لا يرام ، سبحان من هو عزيز لا يضام ، سبحان من هو محتجب لا يرى ، سبحان من هو واسع لا يتكلّف ، سبحان من هو قائم لا يلهو ، سبحان من هو دائم لا يسهو (٤).
[١٣٩ / ٩] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ، عن عمّه محمّد ابن أبي القاسم ، حدّثنا محمّد بن عليّ الكوفيّ ، عن شريف بن سابق التفليسيّ ، عن أسود بن رزين القاضي قال : دخلت على أبي الحسن الأوّل عليهالسلام ولم يكن رآني قطّ ، فقال : من أهل السدّ أنت؟
فقلت : من أهل الباب ، فقال الثانية : من أهل السدّ أنت؟ قلت : من أهل الباب ، قال : من أهل السدّ؟ قلت : نعم ، قال (٥) : ذاك السدّ الذي عمله ذو القرنين (٦).
__________________
(١) قوله : (أحسن) لم يرد في «ص» «م» والبحار.
(٢) في البحار زيادة : (وتسرجوا).
(٣) في البحار : (فمشى ومشى معه وأصحابه حتّى التقيا).
(٤) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ١٩٥ / ٢٠ ومستدرك الوسائل ٥ : ٣٩٨ / ٤ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ١٧٢.
(٥) قوله : (قال) من البحار.
(٦) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ١٩٦ / ٢٢ وج ٤٨ : ٥٠ / ٤٢.