[أخبار ذي القرنين في الكتب]
[١٤٠ / ١٠] ـ وروي عن عبد الله بن سليمان (١) ، وكان رجل قرأ الكتب : أنّ ذا القرنين كان رجلا من أهل الإسكندريّة ، وأمّه عجوز من عجائزهم ، ليس لها ولد غيره يقال له : إسكندروس ، وكان له أدب وخلق وعفّة من وقت صباه (٢) إلى أن بلغ رجلا ، وكان رأى في المنام أنّه دنا من الشمس فأخذ بقرنها في شرقها وغربها ، فلمّا قصّ رؤياه على قومه سمّوه ذا القرنين ، فلمّا رأى هذه الرؤيا بعدت همّته وعلا صوته وعزّ في قومه.
وكان أوّل ما اجتمع عليه أمره أن قال : أسلمت لله عزوجل ، ثمّ دعا قومه إلى الإسلام ، فأسلموا هيبة له ، وانطلق ذو القرنين حتّى أمعن في البلاد يؤمّ المغرب حتّى انتهى إلى الجبل الذي هو محيط بالأرض ، فإذا هو بملك قابض على الجبل ، وهو يقول : سبحان ربّي من أوّل الدنيا إلى آخرها ، سبحان ربّي من موضع كفّي إلى عرش ربّي ، سبحان ربّي من منتهى الظلمة إلى النور ، فلمّا سمع ذلك ذو القرنين خرّ ساجدا ، فلمّا رفع رأسه قال له الملك : كيف قويت يابن آدم على مبلغ هذا الموضع؟ ولم يبلغه أحد من ولد آدم قبلك؟! قال : قوّاني الله على ذلك.
فقال الملك : إنّي موكّل بهذا الجبل ، ولو لا هذا الجبل لانكفأت الأرض بأهلها ، رأس هذا الجبل ملتصق بسماء الدنيا ، وأسفله في الأرض السابعة السفلى ، وهو محيط بها كالحلقة ، وليس على وجه الأرض مدينة إلّا ولها عرق إلى هذا الجبل ، فإذا أراد الله تعالى أن يزلزل مدينة أوحى إليّ ، فحرّكت العرق الذي إليها.
__________________
(١) تفصيل حال المسمّى ب : (عبد الله بن سليمان) في معجم رجال الحديث ١١ : ٢١٢ الترجمة ٦٩٠٧ إلى ص ٢٢٣ الترجمة ٦٩١٦.
(٢) في كمال الدين والبحار : (من وقت ما كان فيه غلاما).