فصل
[تعبير الرؤيا]
[١٤٩ / ٩] ـ وبإسناده عن الصفّار ، عن أيّوب بن نوح ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، قال : قلت لأبي عبد الله صلوات الله عليه : ما بلغ من حزن يعقوب على يوسف؟ قال : حزن سبعين ثكلى ، قال : ولمّا كان يوسف صلوات الله عليه في السجن دخل عليه جبرئيل عليهالسلام ، فقال : إنّ الله تعالى ابتلاك وابتلى أباك وإنّ الله ينجّيك من هذا السجن ، فاسأل الله بحقّ محمّد وأهل بيته أن يخلّصك ممّا أنت فيه ، فقال يوسف : اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وأهل بيته إلّا عجّلت فرجي وأرحتني ممّا أنا فيه.
قال جبرئيل عليهالسلام : فابشر أيّها الصدّيق ، فإنّ الله تعالى أرسلني إليك بالبشارة بأنّه يخرجك من السجن إلى ثلاثة أيّام ، ويملّكك مصر وأهلها ، تخدمك أشرافها ، ويجمع إليك إخوتك وأباك ، فابشر أيّها الصديق إنّك صفيّ الله وابن صفيّه ، فلم يلبث يوسف عليهالسلام إلّا تلك الليلة حتّى رأى الملك رؤيا أفزعته ، فقصّها على أعوانه ، فلم يدروا ما تأويلها.
فذكر الغلام الذي نجى من السجن يوسف ، فقال له : أيّها الملك ، أرسلني إلى السجن ، فإنّ فيه رجلا لم ير مثله حلما وعلما وتفسيرا ، وقد كنت أنا وفلان غضبت علينا وأمرت بحبسنا رأينا رؤيا ، فعبّرها لنا وكان كما قال ، ففلان صلب وأمّا أنا فنجوت ، فقال له الملك : انطلق إليه ، فدخل وقال : يوسف الصديق أفتنا في سبع بقرات (١) ، فلمّا بلغ رسالة يوسف الملك ، قال : (ائْتُونِي بِهِ
__________________
(١) مقتبس من سورة يوسف : ٤٦.