بعد الصدوق (١).
ثانيا : لا يتوافق اسم الكتاب مع موضوع المرويّات الموجودة عندنا ؛ وذلك أنّها في القصص والتأريخ وما يظهر من اسم جامع الحجج أنّ كتابه في العقائد والبراهين على إثبات نبوّة الأنبياء.
ويؤكّد ما قلناه قرائن متفرّقة توصلنا إلى القول بذلك اطمئنانا :
الأولى : وجود كتاب النبوّة إلى عصر القطب الراوندي ـ بل ما بعده ـ وتداوله بين العلماء ، فقد نقل عنه الشيخ أمين الإسلام الطبرسي (م ٥٤٨ ه) في كتابه مجمع البيان روايات كثيرة (٢) ، وولده أبو نصر الحسن بن الفضل (من أعلام القرن السادس) في كتابه مكارم الأخلاق (٣) ، وأيضا حفيده الشيخ أبو الفضل علي بن أبي نصر الحسن بن الفضل (من أعلام القرن السابع) في مشكاة الأنوار (٤) ، والشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن شهر آشوب السروي المازندراني (م ٥٨٨ ه) في كتابه المناقب (٥) ، والسيّد علي ابن طاوس (م ٦٦٤ ه) في الإقبال بالأعمال الحسنة
__________________
(١) لا يقال : إنّ ابن طاوس (٦٦٤ ه) نقل في فرج المهموم : ٢٠٩ عن كتاب دلائل النبوّة للشيخ الصدوق فلعلّه هو كتاب جامع حجج الأنبياء فتبدّل الاسم بهذا وكلا الاسمين يشيران إلى موضوع واحد وهو الحجج والأدلّة لإثبات النبوّة ، لأنّا نقول : إنّ النصّ المذكور في الفرج موجود في كتاب قصص الأنبياء للراوندي [ص ٢٢٧ / ٢٧٠] تفصيلا.
(٢) مجمع البيان ١ : ١٦٣ و ١٦٨ و ٣٧٥ و ٤ : ٢٨١ و ٢٨٥ و ٥ : ٤٢ و ٢٧٢ و ٢٨١ و ٣٦٤ و ٣٧٢ و ٣٧٣ و ٤٢٠ و ٤٤٥ و ٤٥٠ و ٤٥٦ و ٤٥٨ و ٤٥٩ و ٧ : ١٠٧. وقد جاء بعض الأخبار في كتاب مجمع البيان ونقلها الطبرسي بعد أن يروي عن كتاب النبوّة حديث أو حديثان ، ولكنّه لم يصرّح اسم مصدره وكلّها يرتبط بالأنبياء والرسل عليهمالسلام ، ولعلّها هذه الأخبار أيضا مأخوذة من كتاب النبوّة ، كما وقد توجد بعضها في كتاب قصص الأنبياء.
(٣) مكارم الأخلاق : ١٦ و ١٧ و ٢٣ و ٢٩.
(٤) مشكاة الأنوار ٢ : ١٧٥ / ١٥١٧.
(٥) مناقب آل أبي طالب ١ : ١٧ و ٥٩ و ٥٣ و ٢٤٣.