فأتاه أصحاب له ، فقالوا : يا أيّوب ، ما كان أحد من الناس في أنفسنا ولا خير علانية (١) عندنا منك ، فلعلّ هذا الشيء كنت أسررته فيما بينك وبين ربّك لم تطلع عليه أحدا ، فابتلاك الله من أجله ، فجزع جزعا شديدا ودعى ربّه ، فشفاه الله تعالى وردّ عليه ما كان له من قليل أو كثير في الدنيا ، قال : وسألته عن قوله تعالى : (وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً)(٢) فقال : الذين كانوا ماتوا (٣).
[١٦٥ / ٣] ـ وعن ابن بابويه ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لمّا طال بلاء أيّوب عليهالسلام ، ورأى إبليس صبره أتى إلى أصحاب له كانوا رهبانا في الجبال ، فقال لهم : مرّوا بنا إلى هذا العبد المبتلى نسأله عن بليّته ، قال : فركبوا وجاؤوه ، فلمّا قربوا منه نفرت بغالهم فقرّبوها بعضا إلى بعض ، ثمّ مشوا إليه وكان فيهم شابّ حدث ، فسلّموا على أيّوب وقعدوا ، وقالوا : يا أيّوب ،
__________________
(١) في البحار زيادة : (خيرا).
(٢) سورة ص : ٤٣.
(٣) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ٣٥٠ / ١٩.
وورد مضمونه في تفسير القمّيّ ٢ : ٢٣٩ وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٣٤١ / ٣ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٢٢٩ ، وعلل الشرائع ١ : ٧٥ / ١ وص ٧٦ / ٥ وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٣٤٤ / ٤ و ٥ وج ٦٠ : ٢٠٠ / ١٧.
وقد جاء في تفسير الآية (٨٤) من سورة الأنبياء (وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ) .. قال القمّيّ في تفسيره ٢ : ٧٤ : حدّثنا محمّد بن جعفر ، قال حدّثنا محمّد بن عيسى بن زياد ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عبد الله بن بكير وغيره ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «أحيى الله له أهله الذين كانوا قبل البليّة ، وأحيى له أهله الذين ماتوا وهو في البليّة .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٣٤٦ / ٦.
وقال الطبرسيّ في تفسير مجمع البيان ٧ : ١٠٦ عن ابن عبّاس وابن مسعود : «ردّ الله سبحانه عليه أهله الذين هلكوا بأعيانهم ، وأعطاه مثلهم معهم ، وكذلك ردّ الله عليه أمواله ومواشيه بأعيانها ، وأعطاه مثلها معها» ، وبه قال الحسن وقتادة ، وهو المروي عن أبي عبد الله عليهالسلام.