[١٦٧ / ٥] ـ وبالإسناد المتقدّم (*) عن وهب بن منبّه : أنّ أيّوب كان في زمن يعقوب بن إسحاق صلوات الله عليهم ، وكان صهرا له ، تحته ابنة يعقوب يقال لها : إليا ، وكان أبوه ممّن آمن بإبراهيم صلوات الله عليه ، وكانت أمّ أيّوب ابنة لوط ، وكان لوط جدّ أيّوب صلوات الله وسلامه عليهما أبا أمّه.
ولمّا استحكم البلاء على أيّوب من كلّ وجه صبرت عليه امرأته ، فحسدها إبليس على ملازمتها بالخدمة ، وكانت بنت يعقوب ، فقال لها : ألست أخت يوسف الصدّيق؟ قالت : بلى ، قال : فما هذا الجهد وهذه البليّة التي أراكم فيها؟
قالت : هو الذي فعل بنا ليأجرنا بفضله علينا ، لأنّه أعطاه بفضله منعما ثمّ أخذه ليبتلينا ، فهل رأيت منعما أفضل منه؟ فعلى إعطائه نشكره ، وعلى ابتلائه نحمده ، فقد جعل لنا الحسنيين كلتيهما ، فابتلانا (١) ليرى صبرنا ، ولا نجد على الصبر قوّة إلّا بمعونته وتوفيقه ، فله الحمد والمنّة على ما أولانا وأبلانا ، فقال لها : أخطأت خطأ عظيما ليس من هيهنا ألحّ عليكم البلاء وأدخل عليها شبها دفعتها كلّها.
وانصرفت إلى أيّوب صلوات الله عليه مسرعة وحكت له ما قال اللعين ، فقال أيّوب : قاتل الله اللعين (٢) لقد حرص على قتلي ، إنّي لأقسم بالله لأجلدنّك مائة ـ لم أصغيت إليه ـ إن شفاني (٣) الله (٤).
__________________
ـ ورواه القمّيّ في تفسيره ٢ : ٢٤٢ بتفاوت في ألفاظه ، وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٣٤٤ ضمن الحديث ٣ وتفسير الصافي ٤ : ٣٠٥ / ذيل الحديث ٤٤ وتفسير نور الثقلين ٤ : ٤٦٦ / ذيل الحديث ٦٩ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٢٣١.
(*) تقدّم الإسناد برقم : (٥٥).
(١) في «ر» «س» «ص» والبحار : (فابتلاه).
(٢) في البحار : (القائل إبليس) بدلا من : (قاتل الله اللعين).
(٣) في «ر» «س» : (عافاني) ، والمثبت من «ص» «م» والبحار.
(٤) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ٣٥٢ / صدر الحديث ٢٣.