فحمل ووضع وسط المدينة ، فاجتمع الناس إليه ، فقال لهم : ما هذا النداء الذي سمعته من فوق الجبل؟
قالوا : هذا رجل يطلب السوق فمنعه السلطان من ذلك وحال بينه وبين منافعه ، فقال لهم الشيخ : تطيعونني؟ قالوا : اللهمّ نعم.
قال : قوم صالح إنّما ولي عقر الناقة منهم رجل واحد وعذّبوا جميعا على الرضا بفعله ، وهذا رجل قد قام مقام شعيب ، ونادى مثل نداء شعيب عليهالسلام ، وهذا رجل ما بعده (١) ، فارفضوا السلطان وأطيعوني وأخرجوا إليه بالسوق فاقضوا حاجته ، وإلّا لم آمن والله عليكم الهلكة.
قال : ففتحوا الباب وأخرجوا السوق إلى أبي ، فاشتروا حاجتهم ودخلوا مدينتهم ، وكتب عامل هشام إليه بما فعلوه ، وبخبر الشيخ ، فكتب هشام إلى عامله بمدين بحمل الشيخ إليه ، فمات في الطريق رضى الله عنه (٢).
فصل
[شعيب عليهالسلام وقومه]
[١٧٢ / ١٠] ـ أخبرنا السيّد عليّ بن أبي طالب السليقيّ (٣) ، عن جعفر بن محمّد
__________________
(١) قوله : (وهذا رجل ما بعده) لم يرد في البحار.
(٢) عنه في بحار الأنوار ٤٦ : ٣١٥ / ٣ بتمامه ، وفي ج ٤٢ : ٣٠٢ / ٢ إلى قوله : (الليلة التي قتل فيها الحسين صلوات الله عليه) ، وفي ج ١٣ : ٣٦٨ / ١٢ وج ١٤ : ٣٣٦ / ٤ (قطعة منه).
ورواه ابن قولويه في كامل الزيارات : ١٥٨ / ١ باختلاف في بعض ألفاظه إلى قوله : (من ذلك ما أرضاه) : عن أبيه ، عن يحيى بن بشير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ٤٥ : ٢٠٣ / ٥.
وورد مضمونه في دلائل الإمامة لابن جرير الطبريّ : ٢٣٣ / ٢٦ وعنه في بحار الأنوار ٦٩ : ١٨١ / ٩ ، وانظر قصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٧٣. وورد قسم من الحديث في إثبات الهداة : ٢ : ٤٦٤ / ٢١٣.
(٣) في «ص» : (السيقلي) ، وفي «م» : (الصيقلي) ، والمثبت موافق لما في رياض العلماء ٢ : ٤٢٧ و ٤٣٧.