الأرض ، فلمّا رأى ذلك شعيب عليهالسلام قال لهم : لا تنقصوا المكيال والميزان إنّي أراكم بخير ، وإنّي أخاف عليكم عذاب يوم محيط ، فأرسل الملك إليه بالإنكار.
فقال شعيب : إنّه منهيّ في كتاب الله تعالى ، والوحي الذي أوحى الله إليّ به : أنّ الملك إذا كان بمنزلتك التي نزلتها ينزل الله بساحته نقمته ، فلمّا سمع الملك ذلك أخرجه من القرية ، فأرسل الله إليه سحابة فأظلّتهم ، فأرسل عليهم في بيوتهم السموم ، وفي طريقهم الشمس الحارّة وفي القرية ، فجعلوا يخرجون من بيوتهم وينظرون إلى السحابة التي قد أظلّتهم من أسفلها ، فانطلقوا سريعا كلّهم إلى أهل بيت كانوا يوفون المكيال والميزان ولا يبخسون الناس أشياءهم ، فنصحهم الله وأخرجهم من بين العصاة ، ثمّ أرسل على أهل القرية من تلك السحابة عذابا ونارا فأهلكتهم ، وعاش شعيب عليهالسلام مائتين واثنين وأربعين سنة (١).
فصل
[شعيب عليهالسلام وأهل مدين]
[١٧٥ / ١٣] ـ وعن ابن بابويه حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن شاذان ، عن أحمد بن عثمان المراوديّ (٢) ، حدّثنا أبو عليّ محمّد بن محمّد بن الحارث بن سفيان الحافظ السمرقنديّ ، حدّثنا صالح بن سعيد الترمذيّ ، عن عبد المنعم بن إدريس ، عن وهب بن منبّه اليمانيّ ، قال : إنّ شعيبا وأيّوب عليهماالسلام وبلعم بن باعورا كانوا من ولد رهط آمنوا لإبراهيم يوم أحرق فنجا ، وهاجروا معه إلى الشام ، فزوّجهم بنات لوط ، فكلّ نبيّ كان قبل بني إسرائيل وبعد إبراهيم صلوات الله عليه من نسل أولئك الرهط ، فبعث الله شعيبا إلى أهل مدين ، ولم يكونوا فصيلة شعيب ولا قبيلته
__________________
(١) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ٣٨٦ / ١٣.
(٢) في «ص» «م» : (المرواديّ).