ابنته ، فلمّا قضى موسى الأجل وسار بأهله نحو بيت المقدس أخطأ الطريق ليلا ، فأورى نارا فلم يمكنه الزند (١) ، فرأى نارا فقال لأهله : امكثوا (٢) لعلّي آتيكم منها بقبس أو خبر ، فلمّا انتهى إلى النار إذا شجرة تضطرم من أسفلها إلى أعلاها ، فلمّا دنا منها تأخّرت ثمّ دنته ، فنودي : أنّي أنا الله ربّ العالمين ، وأن ألق عصاك ، فألقاها فإذا هي حيّة مثل الجذع لأسنانها صرير يخرج من فمها مثل لهب (٣) النار ، فولّى مرتعدا ، فنودي : لا تخف وخذها ، فوقع عليه الأمان ووضع رجليه على ذنبها وتناول لحييها ، فإذا يده في شعبة العصا قد عادت عصا (٤).
فصل
[تزوج موسى عليهالسلام بنت شعيب]
[١٧٧ / ٢] ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا سعد بن عبد الله ، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، قال : سألت أبا الحسن الرضا صلوات الله عليه عن قوله تعالى : (إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا)(٥) أهي التي تزوّج بها؟ قال : نعم ، ولمّا قالت : (اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ
__________________
(١) أورى : أخرج ناره (المصباح المنير : ٦٥٦) ، والزند يقدح به النار (المصباح المنير : ٢٥٦).
(٢) في البحار زيادة : (إنّي آنست نارا).
(٣) في «ر» «س» : (فيها مثل لهيب).
(٤) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٣٨ / ٩ وأيضا عن كمال الدين : ١٤٧ / ١٣ والسند في كمال الدين : عن أبيه ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمّد بن يحيى العطّار وأحمد بن إدريس جميعا عن أحمد بن محمّد بن عيسى .. (وباقي السند كما في المتن) وعنه أيضا في تفسير نور الثقلين ١ : ٧٩ / ١٩٣.
ونقل في البحار ١٣ : ٥٩ من قوله : (وقال أبو جعفر عليهالسلام) إلى آخر الحديث باختلاف في المتن.
(٥) القصص : ٢٥.