موسى عليها ، فجهدوا أن يخلّصوها من يد موسى فلم يقدروا على خلاصها (١) ، فأراد فرعون قتله.
فقالت له امرأته : إنّ هنا أمرا يستبين به هذا الغلام ، ادع بجمرة ودينار فضعهما بين يديه ففعل ، فأهوى موسى إلى الجمرة ووضع يده عليها فأحرقتها ، فلمّا وجد حرّ النار وضع يده على لسانه (٢) ، فأصابته لغثة (٣) ، وقد قال في قوله تعالى : (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ)(٤) قضى أوفاهما وأفضلهما (٥)(٦).
[١٧٩ / ٤] ـ وبإسناده عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ، عمّن ذكره ، عن درست ، عمّن ذكره عنهم عليهمالسلام قال : بينما (٧) موسى جالس إذ أقبل إبليس وعليه برنس (٨) ، فوضعه ودنا من موسى وسلّم [عليه] ، فقال له موسى : من أنت؟قال : إبليس.
قال : لا قرّب الله دارك ، لماذا البرنس؟ قال : أختطف به قلوب بني آدم.
فقال له موسى عليهالسلام : أخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استخوذت عليه؟
__________________
(١) في «ر» «س» «ص» : (على ذلك حتّى خلاها) بدلا من : (على خلاصها).
(٢) في «ر» «س» : (وقامها إلى فيه فاحترق وبكى) بدلا من : (فأحرقتها) إلى هنا.
(٣) في «ر» «س» : (لثغة به في لسانه).
قال في البحار : الألغث : الثقيل البطيء والمراد هنا البطؤ في الكلام ، وفي ترتيب كتاب العين ٣ : ١٦٢٠ في مادّة : (لثغ) قال : الألثغ الذي يتحوّل لسانه من السين إلى الثاء ، وفي المصباح المنير : ٥٤٩ في مادّة : اللثغة وزان غرفة حبسة في اللسان حتّى تصير الراء لاما أو غينا أو السين ثاءا ونحو ذلك.
(٤) القصص : ٢٨.
(٥) قد يكون المراد من ذكر الآية الشريفة مع تفسيرها من الإمام عليهالسلام في ذيل الحادثة السابقة أنّ الأجلين هما الجمرة والتمرة.
(٦) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤٦ / ١٢.
(٧) في «ر» «س» : (بينا).
(٨) في البحار ١٣ : ٣٥٠ زيادة : (ذو ألوان) ، وفي الأمالي زيادة : (ذو لون).