الشعبتين في الأرض ، والشعبة الأخرى في أعلى القبّة ، فنظر فرعون إلى جوفها وهي تلتهب نارا ، وأهوت إليه فأحدث فرعون وصاح (١) يا موسى خذها (٢) ، ولم يبق أحد من جلساء فرعون إلّا هرب ، فلمّا أخذ موسى العصا ورجعت إلى فرعون نفسه و (٣) همّ بتصديقه ، فقام إليه هامان وقال : بينا أنت إله (٤) تعبد إذ أنت تابع لعبد.
واجتمع الملأ وقالوا : هذا ساحر عليم ، فجمع السحرة لميقات يوم معلوم ، فلمّا ألقوا حبالهم وعصيّهم ، ألقى موسى عصاه فالتقمتها كلّها ، وكان في السحرة اثنان وسبعون شيخا خرّوا سجّدا. ثمّ قالوا لفرعون : ما هذا سحر ، لو كان سحرا لبقيت حبالنا وعصيّنا.
ثمّ خرج موسى صلوات الله عليه ببني إسرائيل يريد أن يقطع بهم البحر ، فأنجى الله موسى ومن معه وأغرق فرعون ومن معه ، فلمّا صار موسى في البحر أتبعه فرعون وجنوده ، فتهيّب فرعون أن يدخل البحر ، فمثل له جبرئيل على ماديانة (٥) وكان فرعون على فحل ، فلمّا رأى قوم فرعون الماديانة اتبعوها ، فدخلوا البحر فغرقوا ، وأمر الله البحر فلفظ (٦) فرعون ميّتا حتّى لا يظنّ أنّه غائب وهو حيّ.
ثمّ إنّ الله تعالى أمر موسى أن يرجع ببني إسرائيل إلى الشام ، فلمّا قطع البحر
__________________
(١) في «ر» «س» : (فأخذت فرعون فصاح) بدلا من : (فأحدث فرعون وصاح).
(٢) إلى هنا ورد في تفسير العيّاشيّ ٢ : ٢٣ / ٦١ بتفاوت مع تفصيل أكثر عن عاصم المصري ، رفعه قال .. وعنه في بحار الأنوار ١٣ : ١٣٧ / ٤٩ وتفسير الصافي ٢ : ٢٢٤ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٥٤ / ٢١١ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٢٨١.
(٣) قوله : (و) ليس في «ر» «س» «ص».
(٤) في «ر» «س» : (ربّ).
(٥) الماديانة لفظ أعجميّ يقال للأنثى من الخيل.
(٦) في «ر» «س» : (أن يلفظ).