رابعا : في قلّة نقله من باب أحوال النبيّ صلىاللهعليهوآله كلام سيأتي إن شاء الله تعالى.
بقي هنا شيئان :
الأوّل : هو أنّ القطب الراوندي لم يتخلّف في الرواية عن الشيخ الصدوق في جميع أبواب كتابه القصص إلّا في الباب الأخير ـ أعني الباب العشرين ـ وهو باب في أحوال نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله ؛ وذكرنا فيما سلف أنّه أخذ أكثر هذا الباب من كتاب إعلام الورى لأستاذه الطبرسي رحمهالله ، ونقول في علّة هذا الانتخاب :
لعلّ الأخبار المرويّة في شأن أحوال النبيّ صلىاللهعليهوآله في كتاب النبوّة ليست بمستوعبة ولا تشتمل على جوانب متفرّقة من أوصافه وأحواله صلىاللهعليهوآله التي أراد الراوندي أن يبيّنها ؛ ولهذا أخذ أخبار الباب العشرين من كتاب أستاذه ـ يعني : إعلام الورى ـ ويؤيّده ما جاء في فهرست تأليفات الشيخ أبي جعفر الصدوق ؛ التي رواها النجاشي (٤٥٠ ه) في فهرست مصنّفي الشيعة وذلك أنّه ذكر في ضمنها عنوانا يتلائم مع هذا القسم من كتاب النبوّة وهو كتاب أوصاف النبيّ صلىاللهعليهوآله (١) ، فلعلّ شيخنا الصدوق جمع رواياته التي تختصّ بهذا المضمون في هذا الكتاب ولم يذكر في كتابه النبوّة إلّا ما اشتمل على بعض قصصه وما لابدّ من ذكرها في كتابه كما لا يخفى على كلّ متدبّر ، ثمّ الظاهر أنّ هذا الكتاب لم يصل إلى علماء القرون التالية وبيد أمثال الراوندي وغيره.
الثاني : قد سمعت من بعض خبراء الفنّ ـ دام ظلّه ـ احتمال كون كتاب القصص
__________________
ـ مسألة الذبيح بين إسماعيل وإسحاق عليهماالسلام.
ومن لا يحضره الفقيه ١ : ٢٧٢ ـ ٢٧٦ / ٨٤٥ ، والحديث يرتبط بالقبلة والسبب في تحويل القبلة إلى المسجد الحرام. وفي موضع آخر ٢ : ٢٣٠ / ٢٢٧٨ ، والحديث أيضا يرتبط بالذبيح.
(١) رجال النجاشي : ٣٩١ / ١٠٤٩.