شيخا بالنخيلة (١) ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، من هذا؟
قال : هذا أخي الخضر جاءني يسألني عمّا بقي من الدنيا وسألته عمّا مضى من الدنيا ، فأخبرني وأنا أعلم بما سألته منه.
قال أمير المؤمنين : فأوتينا بطبق رطب من السماء ، فأمّا الخضر فرمى بالنوى ، وأمّا أنا فجمعته في كفّي.
قال الحارث : قلت : فهبه لي يا أمير المؤمنين ، فوهبه لي فغرسته فخرج مشانا (٢) جيّدا بالغا عجيبا لم أر مثله قطّ (٣).
[الخضر عليهالسلام والنساء]
[١٩٢ / ١٧] ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورمة ، عن عبد الرحمن بن حمّاد الكوفيّ ، حدّثنا يوسف بن حمّاد الخزّاز ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : لمّا أسري برسول الله صلىاللهعليهوآله بينا هو على البراق وجبرئيل معه إذ نفحته رائحة مسك ، فقال : يا جبرئيل ، ما هذا؟
فقال : كان في الزمان الأوّل ملك له أسوة حسنة في أهل مملكته ، وكان له ابن رغب عمّا هو فيه ، وتخلّى في بيت يعبد الله تعالى ، فلمّا كبرت سنّ الملك مشى إليه خيرة الناس فقالوا : أحسنت الولاية علينا وكبرت سنّك ولا خلفك إلّا ابنك ، وهو راغب عمّا أنت فيه ، وأنّه لم ينل من الدنيا ، فلو حملته على النّساء حتّى يصيب لذّة الدنيا لعاد ، فاخطب كريمة له فأمرهم بذلك ، فزوّجه جارية لها أدب
__________________
(١) مصغرا موضع قرب الكوفة على سمت الشام (معجم البلدان ٥ : ٢٧٨).
(٢) المشان نوع من الرطب ، وقال العلّامة المجلسي : المشان كغراب وكتاب من أطيب الرطب.
(٣) عنه في بحار الأنوار ٣٩ : ١٣١ / ٣.