هو جميع كتاب النبوّة ، وأنّ هذا الكتاب المنسوب إلى القطب الراوندي والمصدّر جميع أبوابه بمشايخ القطب الراوندي إلى الشيخ الصدوق هي في الحقيقة نسخة وصلت إلينا من روايته لكتاب النبوّة.
أقول : نستبعد هذا الاحتمال لما مرّ عليك من تخريج بعض الأخبار التي أوردها علماؤنا من كتاب النبوّة ولم تكن عدّة منها في كتاب القصص الموجود بين أيدينا ، وهذا خير دليل على خلاف ما احتمل.
حصيلة التمهيد :
بما أنّ نسخة كتاب النبوّة للصدوق كانت تحت يد القطب الراوندي وأكثر الرواية عنه في كتابه الخرائج والجرائح ويروي في كتابه قصص الأنبياء روايات مسندة مرورا بالشيخ الصدوق في جميعها إلّا جزءا من بابه الأخير فينتج أنّ القطب الراوندي ـ في الواقع ـ انتخب وروى أخبار كتاب النبوّة وكتابه قصص الأنبياء يعدّ من النسخ الملخّصة لكتاب النبوّة لشيخنا وصدوق طائفتنا أبي جعفر القمّي ـ رحمة الله عليهما رحمة واسعة ـ مع إضافات في الفصل الأخير منه من كتاب إعلام الورى.
وبعد الفراغ من هذه المقدّمة وإثباتها يتحتّم علينا أن نداوم الكلام في ثلاثة مباحث :
الأوّل : الشيخ الصدوق في سطور وحال كتابه النبوّة.
الثاني : القطب الراوندي حياته وآثاره وحال كتابه القصص.
الثالث : نسخ الكتاب وكيفية عمل التحقيق.