خيفة وقال : يا ربّ ، أجرني من فرعون ، فإنّك إلهي عليك توكّلت وبك آمنت وإليك أنبت ، أسألك يا إلهي إن كان هذان الرجلان يريدان بي سوءا فسلّط عليهما فرعون وعجّل ذلك ، وإن هما أراداني بخير فاهدهما ، فانطلقا حتّى دخلا على فرعون فأخبراه بالذي عايناه ، فقال أحدهما : ما الذي نفعك (١) أن يقتل فكتم عليه.
وقال الآخر : وعزّة فرعون لا أكتم عليه وأخبر فرعون على رؤوس الناس بما رأى وكتم الآخر ، فلمّا دخل جربيل (٢) قال فرعون للرجلين : من ربّكما؟ قالا :أنت. فقال لجربيل (٣) : ومن ربّك؟
قال : ربّي ربّهما ، فظنّ فرعون أنّه يعنيه (فَوَقاهُ اللهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ)(٤) وسرّ فرعون ، وأمر بالأوّل فصلب ، فنجّى الله المؤمن وآمن الآخر بموسى صلوات الله عليه حتّى قتل مع السحرة (٥).
فصل
في تسع آيات موسى صلوات الله عليه
[قصّة الدم]
[٢١٨ / ٤٣] ـ لمّا اجتمع رأي فرعون أن يكيد موسى فأوّل ما كاده به عمل الصرح ، فأمر هامان ببنائه حتّى اجتمع فيه خمسون ألف بنّاء ، سوى من يطبخ الآجر ، وينجر الخشب والأبواب ، ويضرب المسامير حتّى رفع بنيانا لم يكن مثله
__________________
(١) في «م» : (نفعل).
(٢) في «ر» «س» : (حزبيل).
(٣) في «ر» «س» : (لحزبيل).
(٤) غافر : ٤٥.
(٥) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ١٦٢ / ٦.