من (١) الأرض ، ويشير بالعصا نحو المشرق وأخرى نحو المغرب ، فانبثّ (٢) الجراد من الأفقين جميعا ، فجاء مثل الغمام الأسود ، وذلك في زمان الحصاد ، فملأ كلّ شيء وعمّ الزرع ، فأكله وأكل خشب البيوت وأبوابها ومسامير الحديد والأقفال والسلاسل ، ونكت موسى الأرض بالعصا ، فامتلأت قمّلا ، فصار وجه الأرض أسود وأحمر حتّى ملئت (٣) ثيابهم ولحفهم وآنيتهم ، فتجيء متواصلة (٤) وتجيء من رأس الرجل ولحيته وتأكل كلّ شيء ، فلمّا رأوا الذي نزل من البلاء اجتمعوا إلى فرعون ، وقالوا : ليس من بلاء إلّا ويمكن الصبر عليه إلّا الجوع ، فإنّه بلاء فاضح (٥) لا صبر لأحد عليه ، ما أنت صانع؟
فأرسل فرعون إلى موسى عليهالسلام بجنده أنّه لم يجتمع له أمره الذي أراد ، فأوحى الله تعالى إلى موسى أن لا يدع (٦) له حجّة وأن ينظره ، فأشار بعصاه فانقشع (٧) الجراد والقمّل من وجه الأرض (٨).
[قصّة الطمس]
وأمّا الطمس ، فإنّ موسى صلوات الله عليه لمّا رأى آل فرعون لا يزيدون إلّا
__________________
(١) في «ر» «س» زيادة : (نواحي).
(٢) في «ر» والبحار : (فانبثق) ، وفي تاريخ مدينة دمشق : (فأرسل).
(٣) في النسخ : (أن) والمثبت عن البحار.
(٤) في النسخ : (من أصله) بدلا من : (متواصلة).
(٥) في «ر» «س» : (واضح).
(٦) في «ر» «س» «ص» : (تدع).
(٧) أي تفرّق.
(٨) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ١١٥.
والقصّة وردت بنحو آخر في تاريخ دمشق ٦١ : ٧٣.