كفرا دعا موسى عليهم ، فقال : ربّنا إنّك آتيت (١) فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ، ربّنا اطمس على أموالهم ، فطمس الله أموالهم حجارة ، فلم يبق لهم شيء (٢) ممّا خلق الله تعالى يملكونه ؛ لا حنطة ولا شعيرا ، ولا ثوبا ولا سلاحا ، ولا شيئا من الأشياء إلّا صار حجارة (٣).
[قصّة الطاعون]
وأمّا الطاعون ، فإنّه أوحى الله تعالى إلى موسى أنّي مرسل على أبكار آل فرعون في هذه الليلة الطاعون ، فلا يبقى بآل فرعون من إنسان ولا دابّة إلّا قتله ، فبشّر موسى قومه بذلك ، فانطلقت العيون إلى فرعون بالخبر ، فلمّا بلغه الخبر قال لقومه : قولوا لبني إسرائيل : إذا أمسيتم فقدّموا أبكاركم ، وقدّموا أنتم أبكاركم ، واقرنوا كلّ بكرين في سلسلة ، فإنّ الموت يطرقهم ليلا ، فإذا وجدهم مختلطين لم يدر بأيّهم يبطش ، ففعلوا ، فلمّا جنّهم الليل أرسل الله تعالى الطاعون ، فلم يبق منهم إنسان ولا دابّة إلّا قتله ، فأصبح أبكار آل فرعون جيفا ، وأبكار بني إسرائيل أحياء سالمين ، فمات منهم ثمانون ألفا سوى الدوّاب (٤).
وكان لفرعون من أثاث الدنيا وزهرتها وزينتها ومن الحليّ والحلل ما لا يعلمه إلّا الله تعالى ، فأوحى الله جلّت عظمته إلى موسى صلوات الله عليه : إنّي مورث بني إسرائيل ما في أيدي آل فرعون ، فقل لهم : ليستعيروا منهم الحليّ والزينة ،
__________________
(١) في «ر» زيادة : (آل).
(٢) في البحار : (شيئا).
(٣) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ١١٥.
(٤) إلى هنا نقله العلّامة المجلسيّ في البحار ١٣ : ١٥١ عن الضحّاك ، وحكى قصّة الطاعون الطبرسيّ في مجمع البيان ٤ : ٣٣٩ بنحو آخر. وانظر قصص الأنبياء للجزائريّ : ٢٨٩.