فإنّهم لا يمتنعون من خوف البلاء ، وأعطى فرعون جميع زينة أهله وولده وما كان في خزائنه ، فأوحى الله تعالى إلى موسى بالمسير بجميع ذلك حتّى كان من الغرق بفرعون وقومه ما كان (١).
فصل
في قصّة قارون
[٢١٩ / ٤٤] ـ أمر موسى عليهالسلام قارون أن يعلّق في رداءه خيوطا خضرا ، فلم يطعه واستكبر وقال : إنّما يفعل ذلك الأرباب بعبيدهم كيما يتميّزوا (٢) ، وخرج على موسى في زينته على بغلة شهباء ، ومعه أربعة آلاف مقاتل وثلاثمائة وصيفة عليهنّ الحليّ ، وقال لموسى : أنا خير منك ، فلمّا رأى ذلك موسى قال لقارون : أبرز بنا فادع عليّ وأدعو عليك ـ وكان ابن عمّ لموسى عليهالسلام لحّا (٣) ـ فأمر موسى الأرض فأخذت قارون إلى ركبتيه ، فقال : أنشدك الله والرحم يا موسى ، فابتلعته الأرض وخسف به وبداره (٤).
[٢٢٠ / ٤٥] ـ وعن (*) محمّد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس قال : كان قارون ابن عمّ موسى عليهالسلام وكانت في زمان موسى امرأة بغيّ ، لها جمال وهيئة ، فقال لها قارون : أعطيك مائة ألف درهم وتجيئين غدا إلى موسى ، وهو جالس عند بني إسرائيل يتلو عليهم التوراة فتقولين : يا معشر بني إسرائيل ، إنّ موسى دعاني إلى
__________________
(١) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ١١٥.
(٢) في «ص» : (يتميروا).
(٣) في «ر» زيادة : (فابتهلوا فلم يغن من دعائه شيء).
(٤) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٢٥٣ / ٣.
(٤) (*) مرّ إسناده إلى محمّد بن السائب برقم : (٩٠).