[٢٢٣ / ٤٨] ـ وبالإسناد المتقدّم (*) عن وهب بن منبّه ، عن ابن عبّاس رضى الله عنه قال : قال بنو إسرائيل لموسى عليهالسلام حين جاز بهم البحر : خبّرنا يا موسى بأيّ قوّة وبأيّ عدّة وعلى أيّ حمولة تبلغ الأرض المقدّسة ومعك الذرّيّة والنساء والهرمى والزّمنى؟
فقال موسى عليهالسلام : ما أعلم قوما ورث الله من عرض الدنيا ما ورّثكم ، ولا أعلم أحدا آتاه منها مثل الذي آتاكم ، فمعكم من ذلك ما لا يحصيه إلّا الله تعالى ، وقال موسى : سيجعل الله لكم مخرجا ، فاذكروه وردّوا إليه أموركم ، فإنّه أرحم بكم من أنفسكم.
قالوا : فادعه يطعمنا ويسقينا ويكسونا ويحملنا من الرجلة (١) ، ويظلّلنا من الحرّ.
فأوحى الله تعالى إلى موسى قد أمرت السماء أن تمطر عليهم المنّ والسلوى ، وأمرت الريح أن تنشف لهم السلوى (٢) ، وأمرت الحجارة أن تنفجر ، وأمرت الغمام أن يظلّلهم (٣) ، وسخّرت ثيابهم أن تثبت بمقدار ما يثبتون (٤).
فلمّا قال لهم موسى ذلك سكتوا ، فسار بهم موسى فانطلقوا يؤمّون الأرض المقدّسة وهي فلسطين ، وإنّما قدّسها لأنّ يعقوب عليهالسلام ولد بها ، وكانت مسكن أبيه
__________________
ـ ورواه المفيد في الاختصاص : ٢٦٥ بتفاوت في اللفظ : عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان ، عن أبي جعفر عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٣ : ١٧٦ / ٥.
وانظر مجمع البيان ٣ : ٣٠٩ و ٣١١ ، قصص الأنبياء لابن كثير ٢ : ٩٩.
(*) تقدّم الإسناد برقم : (٥٥).
(١) هي الفرفخ ، ضرب من الحمض (لسان العرب ٥ : ١٦٠).
(٢) عبارة : (وأمرت الريح أن تنشف لهم السلوى) لم ترد في «ر» «س».
(٣) في «ر» «س» «ص» : (تظلّهم).
(٤) في «ر» : (تنبت بقدر ما يلبسون) ، وفي «س» : (تثبت بقدر ما ينبتون).