وخرج ملك الموت فمكث موسى ما شاء الله ، ثمّ دعا يوشع بن نون ، فأوصى إليه وأمره بكتمان أمره ، وبأن يوصي بعده إلى من يقوم بالأمر ، وغاب موسى عليهالسلام عن قومه ، فمرّ في غيبته فرأى ملائكة يحفرون قبرا ، قال : لمن تحفرون هذا القبر؟
قالوا : نحفره والله لعبد كريم على الله تعالى ، فقال : إنّ لهذا العبد من الله لمنزلة ، فإنّي ما رأيت مضجعا ولا مدخلا أحسن منه.
فقالت الملائكة : يا صفيّ الله ، أتحبّ أن تكون ذلك؟ قال : وددت ، قالوا : فادخل واضطجع فيه ثمّ توجّه إلى ربّك ، فاضطجع فيه موسى عليهالسلام لينظر كيف هو ، فكشف له عن الغطاء فرأى مكانه في الجنّة فقال : يا ربّ ، اقبضني إليك ، فقبضه ملك الموت ودفنه ، وكانت الملائكة صلّت عليه ، فصاح صائح من السماء : مات موسى كليم الله ، وأيّ نفس لا تموت. فكان بنو إسرائيل لا يعرفون مكان قبره ، فسئل رسول الله صلىاللهعليهوآله عن قبره.
قال : عند الطريق الأعظم عند الكثيب الأحمر (١).
فصل
في خروج صفراء على يوشع بن نون بعد وفاة موسى عليهماالسلام
[٢٢٩ / ٥٤] ـ عن ابن بابويه ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن
__________________
(١) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٣٦٨ / ١٤.
ورواه الصدوق في علل الشرائع ١ : ٧٠ / ١ : عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٣ : ٣٦٦ / ٩ ، والأمالي : ٣٠٣ / ٢ ، وكمال الدين : ١٥٣ / صدر الحديث ١٧ : عن أحمد بن الحسن القطّان ، عن الحسن بن عليّ السكّري ، عن محمّد بن زكريّا البصريّ ، عن جعفر بن محمّد بن عمارة ، عن أبيه ، عن الصادق عليهالسلام .. وعنهما في بحار الأنوار ١٣ : ٣٦٥ / ٨ ، وفيها تفاوت مع تفصيل أكثر في المتن.