موضوع الكتاب :
ألّفه الشيخ الصدوق لذكر الأخبار المرويّة المسندة بطرقه عن الأئمّة المعصومين عليهمالسلام في حياة الأنبياء والرسل وقصصهم صلوات الله على نبيّنا وعليهم أجمعين.
وأمّا من حيث إنّ هذا الكتاب مقصور على ذكر القصص والأخبار في هذا المعنى لا معنى آخر مثل إثبات النبوّة وعدد الأنبياء والدّين الذي أرسلهم الله به وكتبهم وغير ذلك من المباحث المطروحة حول أنبياء الله تعالى فهو يظهر ممّا نقل من نصوصه في الكتب المختلفة ، فكلّها ينحصر بذكر القصص والتواريخ ، وكذلك بتصريح شيخنا المؤلّف حين الإحالة إلى كتابه هذا ؛ فإنّه قال في بعض كتبه ـ كما سلف منّا ـ :
«لم أحبّ تطويل هذا الكتاب بذكر القصص ، لأنّ قصدي كان بوضع هذا الكتاب على إيراد النكت ، وقد ذكرت القصص مشروحة في كتاب النبوّة» (١).
وقال أيضا : «وقد أخرجت قصّتهم في كتاب النبوّة» (٢).
وكذلك قال أمين الإسلام الطبرسي في قصص نبيّ الله نوح على نبيّنا وآله وعليهالسلام : «وكان من قصّته ما رواه أبو جعفر بن بابويه بإسناده في كتاب النبوّة» (٣).
وبالجملة : إنّ الموضوع بذاته له أهميّة بالغة من الناحيّة العقائديّة والفكريّة ممّا
__________________
ـ الكوفي صاحب كتاب التعازي وفضل الكوفة والجامع الكافي في فقه الزيديّة وغيرها من الكتب والمتوفّى سنة ٤٤٥ ه والمترجم في كثير من كتب التراجم وليس رجلا مجهولا كما قال.
(١) من لا يحضره الفقيه ٢ : ٢٣١ / ٢٢٧٩.
(٢) كتاب الخصال : ٤٩٢ / ذيل الحديث ٧٠.
(٣) مجمع البيان ٤ : ٢٨١.