مسلكه في نقل الحديث :
إنّ منهج الشيخ الصدوق رحمهالله في نقل الأحاديث وكيفية ذاك وطرقها وأسانيدها في الكتب الحديثيّة الواصلة إلينا واضح لا خفاء فيه على الباحثين ؛ إنّما يصعب علينا ـ شيئا ما ـ منهجه في هذا الكتاب حيث لم يصل إلينا حتّى جزء منه من المخطوطات الأصليّة ، إلّا أنّه بإمكاننا أن نستخرج منهجه فيه على ضوء النسخ المنتزعة من أصل الكتاب وهي المنقولات الواردة في كتب العلماء منه وروايتهم عنه ؛ وذلك ما أردنا أن نذكره في هذا المقام
تعليقات على الكتاب :
يظهر من بعض القرائن أنّ للمؤلّف على أحاديث هذا الكتاب بعض التعاليق كما سلك على هذا المسلك في عدّة من كتبه. وقد توجد بعض هذه التعاليق في النصوص المنقولة منه ؛ وذلك مثل ما ذيّله القطب الراوندي في هذا الكتاب على الحديث ٤٣٤ والشيخ الطبرسي في مجمع البيان على حديث نقله عن كتاب النبوّة حول آية (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ) ، فقال الطبرسي بعد نقل الحديث : «وقال أبو جعفر بن بابويه رحمهالله : ولقوله : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ) وجه آخر ؛ فإنّ الإبتلاء على ضربين ؛ أحدهما ...». «وقال بعد نقل كلام طويل منه : «انتهى كلام الشيخ أبي جعفر رحمهالله» (١).
وأيضا في موضع آخر عند رواية قصّة حام ويافث قال : «قال الشيخ أبو جعفر بن بابويه القمّي رحمهالله : ذكر يافث في هذا الخبر غريب لم أروه إلّا من هذا الطريق ، وجميع الأخبار التي رويتها في هذا المعنى ...» إلى آخر كلامه الشريف (٢).
__________________
(١) مجمع البيان ١ : ٣٧٩.
(٢) مجمع البيان ٤ : ٢٨٣.