ومن هاتين المقدّمتين يثبت وجود هذه المراسيل في تأليف الأصل ومن الشيخ الصدوق لا من الراوندي.
نكات هامّة :
١ ـ توجد بعض الأخبار المرسلة يظنّ أنّ الراوندي أرسلها أو هي من إضافاته ؛ وذلك مثل عبارته في أوّل خبر : «ومن شجون الحديث ...» (١) ، ولعلّ الخبر المروي في هذا الموضع من إضافات الراوندي في كتاب القصص لا من الصدوق ، والدليل على ذلك أنّا ما وجدنا هذا الاصطلاح «ومن شجون الحديث» في كتب الصدوق بل استفاد الراوندي منه في كتبه (٢).
٢ ـ وكذا يستفاد من قوله في بعض المواضع : «وبإسناده (٣) أنّه قال ...» و «وبإسناده في رواية أخرى ...» و «وبإسناده قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام» ، أنّ الراوندي هو المسقط لبعض الأسانيد وهو الذي أرسلها ، اللهمّ إلّا على فرض أنّ المرسل هو الصدوق ومراد الراوندي من قوله «بإسناده ...» أنّ هذه المراسيل أيضا من أحاديث الصدوق وله طريق لتلك الأخبار.
٣ ـ ويرى في كتاب قصص الأنبياء أخبار بدون أن يذكر في أوّلها عبارة : «بإسناده» أو «بالإسناد» ، ومع إمعان النظر في تلك الأخبار نفهم بأنّ هذه الأخبار
__________________
(١) قصص الأنبياء : ٥١ / ١٧.
(٢) انظر : سلوة الحزين (الدعوات) : ٢٩ / ٥٢ ، الخرائج والجرائح ٣ : ١٠٨٢ ، فقه القرآن ١ : ١٢١ و ١٤٦ و ٣٩٩ و ٢ : ٣٥٨.
(٣) الضمير في قوله : بإسناده راجع إلى الصدوق كما ذكر اسمه وطرقه فيما قبله ، فلا يظنّ أنّ الضمير يرجع إلى راوي الطريق السابق كما حكم به بعض في مراسيل الكافي (وسائل الشيعة ٣٠ : ١٤٧ ، الرسائل الرجاليّة للكلباسي ٤ : ١٣٣) ؛ لأنّ في هذه المواضع الحديث السابق روي عن غير المعصوم الذي روى الحديث اللاحق عنه.