أهمّ مصادر الشيخ الصدوق في كتاب النبوّة :
لا شكّ أنّه كان لشيخنا الصدوق رحمهالله كأقرانه من القدماء مصادر من التراث المكتوب لرواية الأخبار في كتبه أجمع ، علما بأنّه قد كان منهج علمائنا السلف أنّهم لم يكونوا يصرّحون بأسماء مصادرهم في كتبهم (١) ، بل الطرق الواقعة في أوّل الأحاديث المشتملة على بعض الأسماء تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
الأوّل : اسم مؤلّف مصدر الحديث.
الثاني : أسماء رواة ذلك المصدر لصاحب الكتاب.
الثالث : رواة الحديث لصاحب المصدر.
ونحن عن طريق هذا المنهج المسلّم الواضح نستطيع أن نستخرج بعض تلك المصادر الموجودة عند الشيخ الصدوق في تأليف كتاب النبوّة وما له من رواية الكتب المصنّفة والأصول القديمة لرواة أحاديث أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والتحيّات.
فلابدّ لنا قبل البحث عن مصادر الصدوق في كتاب النبوّة أن نذكر الكتب المصنّفة قبله في هذا الموضوع ـ يعني تاريخ الأنبياء ـ حتّى يسهّل لنا كشف مصادره من ضمن تلك الكتب والمصنّفات ؛ فنقول : ما ورد ذكره من الكتب والمصنّفات في كتب الفهارس الموضوعة لهذا الغرض والتي يرتبط اسمها مع موضوع النبوّة والأنبياء وقصصهم وتواريخهم هي ما يلي :
١ ـ كتاب الأنبياء لأبي جعفر أحمد بن الحسين بن سعيد بن حمّاد بن سعيد بن مهران الأهوازي الملقّب دندان (٢).
__________________
(١) مرّت نبذة من هذه البحوث تحت عنوان تمهيد في بداية البحث.
(٢) ذكره النجاشي في الرجال : ٧٨ / ١٨٣ ، والشيخ الطوسي في الفهرست : ٥٥ / ٦٧.