وأمّا الطرق التي جاءت في كتاب القصص عن كتاب النبوّة فكلّها معروفة في أسانيد الأخبار وكتب المشيخات والفهارس ، وكثيرا ما روى الشيخ الطوسي والنجاشي ـ رحمهماالله ـ كتب الأصحاب عن طريق هذه المشايخ (١) ، وهؤلاء الرواة معروفون باسم مشايخ الإجازة لرواية التراث ، وهذا يعدّ من القرائن المعرّفة لكشف مصدر الحديث عند الصدوق.
ومن القرائن لاستخراج صاحب المصدر للحديث هو تشعّب الطرق بعد راو واحد ؛ بمعنى أنّه يورد عدّة طرق بسند واحد ثمّ تتشعّب الطرق بعد أحد الرواة الواقع في السند حيث يروي عن جماعة كثيرة.
ومن القرائن المهمّة في هذا المقام كثرة الطرق المذكورة إلى راو واحد وتكرّرها في الكتاب ، حيث إنّ من المعمول به أنّ كلّ مؤلّف في تأليفه عادة يأخذ كتابا ويتفحّص عن المطالب التي يستفيدها في تأليفه فينقلها واحدا بعد واحد ، فإذا تكرّر أسماء عدّة من المشايخ في طريق إلى راو يعلم أنّهم كانوا رواة كتاب إلى الصدوق مثلا.
ومن القرائن في إثبات صاحب المصدر هو ما إذا واجهنا في الأسانيد ألفاظا مثل «عمّن ذكره» «عن رجل» «رفعه إلى» «بإسناده» وغيرها من الألفاظ المبهمة في ذكر الراوي ، فنحن نعلم أنّ صاحب المصدر هو قبل هذه الألفاظ ، وهذا أمر واضح لمن تورّق عدّة أوراق من كتب الفهارس والمشيخات ، فإنّهم لم يرفعوا ولم يبهموا طرقهم إلى أصحاب الكتب والأصول حتّى في موضع واحد.
__________________
(١) انظر الأسانيد والطرق الواقعة في كتب الصدوق وغيرها من الكتب خصوصا الكافي للكليني. ولاحظ : فهرست الطوسي : ٤٠٥ / ٦١٨ ، مشيخة من لا يحضره الفقيه ٤ : ٤٦٠.