اصطلاحا له بل لقدماء الأصحاب ؛ وليس هذا قدحا للكتاب حتّى يظنّ أنّه خانت في الكتاب يد التحريف وزاد أو نقص فيه ، بل يشمّ منه رائحة المدح بأن اهتمّ كثير من المحدّثين بروايته ؛ فإنّ مرادهم من هذا الكلام هو مثل ما قاله في كتاب المحاسن للبرقي من قوله : «وقد زيد في المحاسن ونقص» ؛ وذلك من الزيادة والنقصان في أجزاء الكتاب بحسب الرواة ، فإنّ بعضهم لم يرووا جميع الكتاب بل كانوا يروون بعض الأبواب أو الأجزاء على ما احتاجوا إليه.
الطرق إلى رواية كتب ابن أبي عمير :
بتصريح النجاشي فإنّ طرق الأصحاب إلى كتبه ـ خصوصا إلى كتابه النوادر كثيرة ؛ فنحن نذكر هنا الطرق الواقعة في كتب الفهارس حتّى نقترب إلى بحثنا هذا فنقول :
طريق أبي غالب الزراري هو هذا : «رويتها عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أيّوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير» (١).
وأورد الصدوق (٣٨١ ه) طريقه إلى روايات ابن أبي عمير في المشيخة وهو ما يلي :
«وما كان فيه عن محمّد بن أبي عمير فقد رويته عن أبي ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما ، عن سعد بن عبد الله والحميري جميعا ، عن أيّوب بن نوح وإبراهيم بن هاشم ويعقوب بن يزيد ومحمّد بن عبد الجبّار جميعا ، عن ابن أبي عمير» (٢).
وروى الطوسي (٤٦٠ ه) كتبه أجمع بهذه الطرق :
__________________
(١) المصدر السابق.
(٢) مشيخة من لا يحضره الفقيه ٤ : ٤٦٠.