وطريقه إلى كتبه هو هذا : «أخبرنا بجميعها إلّا ما كان فيها من تخليط أو غلوّ ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عنه» (١).
أقول :
علّة توقّفهم عن قتله هو أنّ الغلاة لا يصلّون ، ولذا قال : «فوجدوه يصلّي» ، وثانيا أنت خبير أنّ نسبة الغلوّ من جهة القمّيّين إلى بعض الرواة غير ثابتة ؛ كما أنّ ابن الغضائري مع تشدّده في الجرح والتضعيف لم يقبل هذه النسبة وقال :
«اتّهمه القمّيّون بالغلوّ ، وحديثه نقيّ لا فساد فيه ، وما رأيت شيئا ينسب إليه تضطرب فيه النفس إلّا أوراقا في تفسير الباطن ، وما يليق بحديثه ، وأظنّها موضوعة عليه.
ورأيت كتابا خرج من أبي الحسن علي بن محمّد عليهماالسلام إلى القمّيّين في براءته ممّا قذف به وحسن عقيدته وقرب منزلته.
وقد حدّثني الحسن بن بندار القمّي رحمهالله ، قال : سمعت مشايخي يقولون : إنّ محمّد بن أورمة لمّا طعن عليه بالغلوّ اتّفقت الأشاعرة (٢) ليقتلوه ، فوجدوه يصلّي الليل من أوّله إلى آخره ليالي عديدة ، فتوقّفوا عن اعتقادهم».
وكما ترى فإنّ مصدر النجاشي هو ابن الغضائري (٣) ؛ ولذا قد حكم بصحّة كتبه كما مرّ وقال : «كتبه صحاح» ، وأدلّ دليل على عدم نسبته إلى الغلوّ هو ما عدّه النجاشي من كتبه ؛ وهو كتاب الردّ على الغلاة.
وأيضا يظهر منهم أنّهم أيضا توقّفوا في رميه بالغلوّ وفساد عدم اعتماد ابن الوليد عليه.
__________________
(١) الفهرست للطوسي : ٤٠٧ / ٦٢١.
(٢) المراد منهم الأشاعرة نسبا من القمّيّين لا الأشاعرة المتكلّمين من العامّة.
(٣) الرجال لأحمد بن الحسين الغضائري : ٩٣ / ١٨.