و (فَلا تَأْسَ) أي : لا تحزن يقال : أسيت على كذا فأنا أسى أي : حزنت (١).
__________________
ـ الأرض المقدسة.
والوجه الثالث : الأرض : يعني أرض المدينة خاصة ، فذلك قوله : (يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ) ، يعني أرض المدينة خاصة (فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ)[العنكبوت : ٥٦] بها ، يأمرهم بالهجرة إليها ، كقوله في النساء : (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها)[النساء : ١٧] ، يعني أرض المدينة ، وقال في النساء : (وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَسَعَةً)[النساء : ١٠٠].
والوجه الرابع : أرض : يعني أرض مكة خاصة ، فذلك قوله في الرعد : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها)[الرعد : ٤١] ، يعني أرض مكة خاصة ، كقوله في النساء : (قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ)[النساء : ٩٧] ، يعني أرض مكة ، وكقوله في الأنبياء : (أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها)[الأنبياء : ٤٤] ، يعني أرض مكة خاصة ، (أَفَهُمُ الْغالِبُونَ).
والوجه الخامس : الأرض : يعني أرض مصر خاصة ، فذلك قول يوسف : (اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ)[يوسف : ٥٥] ، يعني أرض مصر ، وقال في يوسف : (وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ)[يوسف : ٢١] ، يعني أرض مصر ، وقال أخو يوسف : (فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي)[يوسف : ٨٠] ، يعني أرض مصر ، وقال في القصص أيضا : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ)[القصص : ٥] ، يعني أرض مصر ، وكقوله : (وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ)[القصص : ٦] ، وقال في الأعراف : (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ)[الأعراف : ١٢٨] ، يعني أرض مصر ، وقال في حم المؤمن : (أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ)[غافر : ٢٦] ، يعني أرض مصر ، وقال أيضا فيها : (يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ)[غافر : ٢٩] ، يعني أرض مصر.
والوجه السادس : الأرض : يعني أرض المسلمين ، كقوله في الكهف : (إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ)[الكهف : ٩٤] ، يعني أرض المسلمين.
والوجه السابع : الأرض : يعني جميع الأراضين ، فذلك قوله في الأنعام : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ)[الأنعام : ٣٨] ، يعني جميع الأرض (وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ ،) وقال في لقمان : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ) [لقمان : ٢٧] ، يعني جميع الأراضين ، ونحوه كثير. الوجوه والنظائر (ص ٦٧).
(١) انظر : تفسير الغريب (١٤٢).