١٨ ـ و (قَوْماً بُوراً) أي : هلكى (١).
١٩ ـ و (صَرْفاً) أي : حيلة.
منسوخه
في هذا الحزب من الآي المنسوخة :
قوله تعالى : (لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ) [النور : ٢٧] الآية.
قال ابن عباس : نسخ الله تعالى هذه الآية واستثنى البيوت التي على طرق الناس والتي ينزلها المسافرون فقال سبحانه (٢) : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ) [النور : ٢٩] يعني : ليس فيها أهل ولا سكان بغير تسليم ولا استئذان ونحو هذا قول عكرمة والحسن.
وقال أكثر أهل العلم : الآيتان محكمتان لا نسخ فيها : فالأولى في البيوت التي لها أهل وسكان ، والأخرى في البيوت التي ليس لها أهل وسكان ، على اختلاف بين جميعهم في تأويل قوله : (مَتاعٌ لَكُمْ) وفي تأويل قوله : (غَيْرَ مَسْكُونَةٍ) أي : البيوت هي.
وقوله تعالى : (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها) [النور : ٣١] الآية (٣) قال ابن عباس : نسخها تعالى بقوله (٤) : (وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ) [النور : ٦٠] الآية ...
__________________
(١) انظر : تفسير الغريب : (٣١١).
(٢) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس : (١٩٥).
(٣) قال ابن العربي المعافري : الزينة : خلقية كالوجه لها فيه من المحاسن وكسبية ، وهي ما تحاوله من حسن الخلق كالثياب والحلي ، والخضاب ، ومن ذلك قوله تعالى : خُذُوا زِينَتَكُمْ. أي لباسكم ، قال الشاعر :
يأخذن زينتهن أحسن ما ترى |
|
وإذا عطلن فهن خير عواطل |
وقوله (إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها). اعلم أن الزينة الظاهرة هي الثياب ، وقيل : هي الكحل ، والخاتم ، وقيل : الوجه والكفان ، وأما الزينة الباطنة فالقرط والدملج ، والقلادة ، والخلخال ، ونحو ذلك.
قال مالك : أما الخضاب فزينة باطنة.
واختلف في السوار ، هل هو زينة ظاهرة أم باطنة؟.
(٤) انظر : الإيضاح : (٣١٩).