وقال الفراء معنى يغل : يخون (١).
قال ابن قتيبة : لو كان المراد هذا المعنى لقيل : يغلل كما يقال : يفسق ويخون ويفجر (٢) ونحوه.
فأنكر على الفراء قوله من جهة اللفظ وهو من جهة المعنى أولى بالإنكار لأنه قد علم من قرائن أحوال النبي صلىاللهعليهوسلم أنه لم يكن بصدد التهمة عند أصحابه بغلول.
ولا روى أحد أن ذلك وقع منه شيء في زمانه (٣) ، فلا يجب أن يتقول مثل ذلك ويتأول البعيد ويترك القريب المتمكن القوي لفظا ومعنى وهو القول الأول.
وقال بعضهم : إن معناه يلقى خائنا يقال : أغللت الرجل أي : وجدته غلا كما يقال : أحمدته : أي : وجدته محمودا ، وأحمقته أي : وجدته أحمق ونحو ذلك (٤) وقرأ بعض القراء ، (أَنْ يَغُلَ) بفتح الياء وضم الغين ، معناه : أي : يخون في الغنائم (٥).
١٦٧ ـ و (ادْفَعُوا) أي : كثروا فإنكم إذا كثرتم دفعتم القوم بكثرتكم (٦).
١٦٨ ـ و (فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ) أي : ادفعوا (٧).
منسوخه
في هذا الحزب من الآي المنسوخة :
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ) [آل عمران : ١٠٢] قال قتادة نسخها تعالى بقوله (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) [التغابن : ١٦] وهو قول السدي وابن زيد والربيع بن أنس.
وهذا عند أكثر السلف مما لا ينسخ لأن قوله : (حَقَّ تُقاتِهِ) : لا يبلغ معناه
__________________
(١) انظر : معاني القرآن (١ / ٢٤٦).
(٢) انظر : تفسير الغريب (١١٥).
(٣) انظر : الكشف (١ / ٣٦٣).
(٤) انظر : تفسير الغريب (١١٥).
(٥) انظر : الكشف (١ / ٣٦٣).
(٦) انظر : معاني القرآن : (١ / ٢٤٦).
(٧) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٠٨).