زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ)(١) يعنى : لكلّ أهل ملّة ؛ وكقوله تعالى فى سورة الزّخرف : (وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً)(٢) يعنى : ملّة واحدة.
والوجه الثالث ؛ أمّة يعنى : سنين معدودة ؛ قوله تعالى فى سورة هود : (وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ)(٣) يعنى : سنين معدودة (٤). / نظيرها فى سورة يوسف : (وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ)(٥) يعنى : سنين (٦).
والوجه الرابع ؛ أمّة يعنى قوما ؛ قوله تعالى فى سورة النحل : (أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ)(٧) يعنى : أن يكون قوم أكثر من قوم (٨) ؛ وفى سورة الحج : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً)(٩) يعنى : ولكلّ قوم.
والوجه الخامس ؛ أمّة يعنى : إماما يقتدى به ؛ قوله تعالى فى سورة النحل : (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً)(١٠).
والوجه السادس ؛ أمّة يعنى : الأمم الخالية من الكفّار وغيرهم ؛ قوله تعالى فى سورة يونس : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ)(١١) يعنى : الأمم الخالية ؛ «وكذلك لهذه الأمّة» (١٢) ؛
__________________
(١) الآية ١٠٨.
(٢) الآية ٣٣.
(٣) الآية ٨.
(٤) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٦٠) و (الوجوه والنواظر لابن الجوزى الورقة : ٨) و (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٤٥) «... كأنّ الأمّة من الناس القرن ينقرضون فى حين ، فتقام الأمّة مقام الحين.».
(٥) الآية ٤٥.
(٦) كما فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٤٥) و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة ٢٦٠) وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢١٨) «أى بعد حين. يقال : بعد سبع سنين» وبنحوه فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٨) و (غريب القرآن للسجستانى : ٣٨).
(٧) الآية ٩٢.
(٨) كما فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٨) «وقال الفراء : المعنى : لا تغدروا بقوم لقلتهم وكثرتكم ، أو لقلتكم وكثرتهم ، وقد عزرتموهم بالأيمان» (تفسير القرطبى ١٠ : ١٧١).
(٩) الآية ٦٧.
(١٠) الآية ١٢٠. فى م : «يقتدى به». وفى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٨) «يعنى إماما وحيدا فى العلم.» وفى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٦٠) «إماما يعلّم الخير» ونحو ذلك فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٤٥.
(١١) الآية ٤٧.
(١٢) الإثبات عن م.