تفسير الإسلام على وجهين
الإخلاص* الإقرار*
فوجه منهما ؛ الإسلام يعنى : الإخلاص ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ) يقول : أخلص ، قال : أخلصت (١). (لِرَبِّ الْعالَمِينَ)(٢) ؛ وقال تعالى فى سورة آل عمران : (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ)(٣) يعنى : أخلصت (٤) دينى لله ؛ وكقوله تعالى : (وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ)؟ يعنى : أأخلصتم بالتّوحيد؟ (فَإِنْ أَسْلَمُوا)(٥) بالتّوحيد يعنى أخلصوا ؛ وقال تعالى فى سورة لقمان : (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ)(٦) يعنى : يخلص دينه لله ؛ نظيرها فى سورة البقرة (٧).
والوجه الثّانى ؛ الإسلام يعنى الإقرار ؛ قوله تعالى : (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً)(٨) يعنى أقرّ (٩) بالعبوديّة ؛ وكقوله تعالى فى سورة الحجرات : (وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا)(١٠) يعنى : الإقرار باللّسان (١١) ؛ وقال تعالى فى سورة «براءة» (وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ)(١٢) يعنى : بعد إقرارهم ولم يخلصوا قط.
* * *
__________________
(١) كما فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٢٥٤) وفى (غريب القرآن للسجستانى ٤) أى سلم ضميرى له. ومنه اشتقاق المسلم» وبنحوه فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٦٦.
(٢) الآية ١٣١.
(٣) الآية العشرون.
(٤) كما فى (غريب القرآن للسجستانى : ٧) وفى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٦٦) «أى انقدت لله بلسانى وعقدى».
(٥) سورة آل عمران ٢٠.
(٦) الآية ٢٢.
(٧) الآية ١١٢. «وهو قوله تعالى : (بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ) أى : أخلص ، ومثله قوله تعالى [فى سورة آل عمران ، آية : ١٠٢] (اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) أى : وأنتم مخلصون (توجيه القرآن للمقرئ الورقة : ٢٦٢).
(٨) سورة آل عمران / ٨٣.
(٩) كما فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٧) و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة ٢٦٢) وفى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٦٦) «أى : انقاد له وأقرّ به المؤمن والكافر».
(١٠) الآية ١٤.
(١١) كما فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٨) وفى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٦٦) «أى : انقدنا بالسيف» وفى (تفسير الطبرى ٢٠ : ١٤١) «عن الزهرى قال : إن الإسلام : الكلمة ، والإيمان : العمل».
(١٢) الآية ٧٤.