تفسير الإيمان على أربعة أوجه
الإقرار من غير تصديق* وإقرار بتصديق* توحيد* إيمان فى شرك (١).
فوجه منها ؛ الإيمان يعنى به الإقرار باللّسان فى العلانية ؛ قوله تعالى فى سورة المنافقون : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا) يعنى : أقرّوا (ثُمَّ كَفَرُوا)(٢) يعنى : أقرّوا باللّسان فى العلانية ، وكفروا فى السّرّ ، (٣) نظيرها فيها : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ)(٤) الآية ؛ وكقوله تعالى فى سورة الحديد : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ)(٥) يعنى : أقرّوا. مثلها فى سورة الممتحنة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ)(٦). نظيرها فى سورة المجادلة (٧).
والوجه الثانى ؛ الإيمان : التّصديق فى السرّ والعلانية ؛ قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)(٨) ؛ وقوله تعالى فى سورة الفتح : (لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ)(٩).
والوجه الثالث ؛ الإيمان يعنى : التّوحيد ؛ قوله تعالى فى سورة المائدة : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ)(١٠) ؛ وكقوله تعالى فى سورة «المؤمن» (إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى
__________________
(١) فى م : «أيمان فى غير شرك».
(٢) الآية ٣.
(٣) فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ٣٦٧) أى آمنوا بألسنتهم وكفروا بقلوبهم ...».
(٤) أى فى سورة المنافقون : آية ٩.
(٥) الآية ٦.
(٦) الآية ١٣.
(٧) الآيات ٩ ، ١١ ، ١٢.
(٨) سورة البينة / ٧.
(٩) الآية ٥.
(١٠) الآية ٥.