والوجه الثّالث ؛ التّوفّى يعنى : قبض الأرواح بالموت ؛ قوله تعالى فى سورة «حم المؤمن» : (فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ)(١) يعنى : نميتك ؛ وكقوله تعالى فى سورة السّجدة (٢) : (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ)(٣) ؛ وقال تعالى فى سورة النّحل : (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ)(٤) ؛ مثلها : (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ)(٥) يعنى : تقبض أرواحهم.
* * *
تفسير «تولّى» (٦) على أربعة أوجه
انصرف* أبى* أعرض* انهزم (٧) *
فوجه منها ؛ تولّى بمعنى : انصرف ؛ قوله تعالى فى سورة النّمل : (ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ)(٨) : ثمّ انصرف عنهم ؛ وكقوله تعالى فى سورة «براءة» : (قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا) يعنى : انصرفوا من عندك ، (وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ)(٩).
__________________
(١) الآية رقم ٧٧. وتسمى سورة غافر.
(٢) فى م : «الم تنزيل السجدة».
(٣) الآية رقم ١١ «مجازه من توفى العدد من الموتى» : (مجاز القرآن لأبى عبيدة ٢ : ١٣١) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٣٥٠ ـ ٣٥١) «وتأويله : أنه يقبض أرواحكم أجمعين ، فلا ينقص واحد منكم ، كما تقول : استوفيت من فلان ، وتوفيت من فلان مالى عنده ، إذا لم يبق لى عليه شىء» وبنحوه فى (اللسان ـ مادة : و. ف. ى): «عن الزجاج» و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ١٧٨) وانظر : (تفسير الطبرى ٢١ : ٩٧) و (تفسير القرطبى ١٤ : ٩٣).
(٤) الآية رقم ٣٢. فى م : «يعنى : تميتهم مثلها فيها ...».
(٥) سورة النحل / ٢٨.
(٦) فى ل : «التولى» وما أثبت عن م.
(٧) فى م : «الصرف. أبى. العرض. الهزم».
(٨) الآية رقم ٢٨. وفى (توجيه القرآن العظيم للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٣) «ومنه قوله تعالى [فى سورة القصص ، آية ٢٤] : (ثم تولى إلى الظل) أى انصرف إليه» وجاء فى (اللسان ـ مادة. و. ل. ى): «والتولية تكون انصرافا ، قال الله تعالى [فى التوبة ، آية : ٢٥] (ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ). وكذلك قوله تعالى [فى آل عمران ، آية : ١١١] : (يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ) هى هاهنا : انصراف».
(٩) الآية رقم ٩٢.