تفسير الحرب على وجهين
الكفر* القتال*
فوجه منهما ؛ الحرب يعنى : الكفر ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ)(١) يعنى : الكفر. وقال تعالى فى سورة المائدة : (إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ)(٢) يعنى بالمحاربة : الكفر.
والوجه الثّانى ؛ «الحرب» (٣) : القتال ؛ قوله تعالى فى سورة «الأنفال» (٤) : (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ)(٥) يعنى : القتال ؛ وقال تعالى فى سورة المائدة : (كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ) يعنى : القتال ، (أَطْفَأَهَا اللهُ)(٦).
* * *
__________________
(١) الآيتان / ٢٧٨ ، ٢٧٩. «اختلفوا فى أن الخطاب بقوله : (فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله) خطاب مع المؤمنين المصرّين على معاملة الربا ، أو هو خطاب مع الكفار المستحلّين للربا ، الذين (قالوا إنما البيع مثل الربا) قال القاضى : والاحتمال الأول أولى لأن قوله : (فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ) مع قوم تقدم ذكرهم ، وهم المخاطبون بقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا) ، وذلك يدل على أن الخطاب مع المؤمنين ... والقول الثانى : فى هذه الآية ، إن قوله : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ) خطاب للكفار ، وأن معنى الآية : وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين معترفين بتحريم الربا (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا) ، أى فإن لم تكونوا معترفين بتحريمه (فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) ، ومن ذهب إلى هذا القول ، قال : إن فيه دليلا على أن من كفر بشريعة واحدة من شرائع الإسلام كان كافرا ، كما لو كان كافرا بجميع الشرائع» (تفسير الفخر الرازى ٢ : ٣٧٨).
(٢) الآية ٣٣.
(٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٤) فى ص : «فى سورة القتال» والإثبات عن ل وم.
(٥) الآية ٥٧.
(٦) الآية ٦٤.