«بنى إسرائيل» (١) : (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً)(٢) يعنى : الحمد والثّناء (٣). /
والوجه الخامس ؛ الحمد يعنى : الشّكر ؛ قوله تعالى فى سورة «فاتحة الكتاب» : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)(٤) أى : الشّكر لله ؛ مثلها فى سورة الأنعام (٥) ، وسورة سبأ (٦) ، وفاطر (٧) ، والكهف (٨).
* * *
تفسير الحجارة على ثلاثة أوجه
الكبريت* الحجر* الآجرّ*
فوجه منها ؛ الحجارة يعنى : الكبريت ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ)(٩) : «حجارة الكبريت» (١٠) ؛ قال ابن مسعود : حجارة من كبريت جعلها الله تعالى عنده كما شاء (١١) ، نظيرها فى سورة البقرة ؛ (١٢) وسورة التحريم (١٣).
__________________
(١) سقط من ص والإثبات عن ل وم. وتسمى سورة الإسراء.
(٢) الآية رقم ٧٩ وفى (تفسير القرطبى ١٠ : ٣١١) «أن المقام المحمود لواء الحمد يوم القيامة ... روى الترمذى عن أبى سعيد الخدرىّ قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ : «أنا سيد ولد آدم وبيدى لواء الحمد ولا فخر ؛ وما من نبىّ يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائى».
(٣) فى ل : «المجد».
(٤) الآية الثانية.
(٥) كما فى الآية الأولى ، والآية ٤٥.
(٦) كما فى الآية الأولى.
(٧) كما فى الآية الأولى.
(٨) كما فى الآية الأولى.
(٩) الآية ٢٤.
(١٠) سقط من ص. والإثبات عن ل وم.
(١١) نصّ قول ابن مسعود فى ذلك المعنى : «قال : حجارة الكبريت ، جعلها الله كما شاء» على ما جاء فى : (تفسير الطبرى ١ : ٣٨٣) و (تفسير ابن كثير ١ : ١١١) و (الدر المنثور للسيوطى ١ : ٣٦) ، وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٣٦) «أنها نار ممتازة عن غيرها من النيران ؛ بأنها لا تتّقد إلّا بالناس والحجارة ؛ وبأن غيرها إن أريد إحراق الناس بها ، أو إحماء الحجارة أوقدت أوّلا بوقود ، ثم طرح فيها ما يراد إحراقه ، أو إحماؤه. وتلك ـ أعاذنا الله منها برحمته الواسعة ـ توقد بنفس ما يحرق ويحمى بالنار ؛ وبأنها لإفراط حرّها وشدّة ذكائها إذا اتصلت بما لا تشتعل به نار أشعلت ، وارتفع لهبها» وبنحوه فى (الفخر الرازى ١ : ٢٧٦ ـ ٢٧٧).
(١٢) كما فى الآية ٧٤. وفى ص وم «وآل عمران» ولعله بهذا يقصد قوله تعالى : (أولئك هم وقود النار) [آية ١٠].
(١٣) كما فى الآية ٦ وفى ص : «المتحرم».