تفسير الذّوق (١) على خمسة أوجه
الإنالة (٢) * «(٣) الوجود* الأكل (٤)» * / العذاب* المعاينة*
فوجه منها ؛ الذّوق : الإنالة ؛ قوله تعالى فى سورة يونس : (وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ) يعنى : أنلنا النّاس (رَحْمَةً)(٥) ؛ مثلها قوله تعالى فى سورة هود : (وَلَئِنْ أَذَقْناهُ)(٦) يعنى : أنلناه ؛ ومثله كثير فى سورة الرّوم (٧) ؛ والزّمر (٨).
والوجه الثانى ؛ الذّوق يعنى : الوجود ؛ قوله سبحانه فى سورة الطّلاق : (فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها)(٩) أى : تبلى بعقوبتها ؛ وكقوله تعالى فى سورة المائدة : (لِيَذُوقَ وَبالَ أَمْرِهِ)(١٠) ؛ ونحوه كقوله تعالى : (ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ)(١١) ؛ وكقوله ـ جلّت قدرته ـ : (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ)(١٢).
والوجه الثالث ؛ ذاق يعنى : أكل ؛ كقوله تعالى فى سورة الأعراف : (فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ) يعنى : أكلا الشّجرة (بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما)(١٣).
__________________
(١) الذوق : هو عبارة عن قوّة مرتبة فى العصبة البسيطة على السطح الظاهر من اللسان ؛ من شأنها إدراك ما يرد عليه من خارج الكيفيات الملموسة وهى الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة. والذوق فى الأصل : تعرف الطعم ؛ ثم كثر حتى جعل عبارة عن كل تجربة. يقال : ذقت فلانا ، وذقت ما عنده. وقد استعمل الإذاقة فى الرحمة ، والإصابة فى مقابلتها. (كليات أبى البقاء : ١٩٠).
(٢) فى م : «الإقالة»
(٣) (٣ ـ ٣) فى ص : «وجود. أكل» ؛ والإثبات عن ل وم.
(٤) (٣ ـ ٣) فى ص : «وجود. أكل» ؛ والإثبات عن ل وم.
(٥) الآية ٢١.
(٦) الآية ١٠.
(٧) كما فى الآية ٣٦.
(٨) كما فى الآية ٢٦. ونحوه كما فى سورة فصلت / ٥٠ ؛ وسورة الشورى / ٤٨.
(٩) الآية ٩.
(١٠) الآية ٩٥. «: أى نكال ما أحدث ...». (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ١٥٧).
(١١) سورة الذاريات / ١٤.
(١٢) سورة الدخان / ٤٩. وما بين الحاصرتين نصّ قرآنى غير موجود بالأصل المخطوط ، والسياق يقتضى الإثبات.
(١٣) الآية ٢٢.