تفسير الأب على أربعة أوجه
الجدّ* العمّ* الوالد* والكلأ : بتشديد الباء*
فوجه منها ؛ الأب بمعنى : الجدّ (١) ؛ قوله تعالى فى سورة الحج : (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ)(٢) ؛ وكقوله تعالى : (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ)(٣).
والوجه الثانى ؛ الأب بمعنى : العمّ ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة البقرة : (قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ)(٤) وإسماعيل كان عمّ يعقوب (٥).
والوجه الثالث ؛ الأب : الوالد بعينه (٦) ؛ قوله تعالى فى سورة مريم : (يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ)(٧) ؛ وقوله سبحانه فى سورة الأنعام : (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ)(٨) ؛ وقوله تعالى فى سورة عبس : (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ)(٩) ، وكقوله تعالى فى سورة القصص : (وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ)(١٠) مثلها فى سورة يوسف (١١).
__________________
(١) فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى. الورقة ٢) «الأب الأعلى».
(٢) الآية ٧٨. «هو أبو رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فكان أبا لأمّته ، ...» (تفسير الكشاف للزمخشرى ٢ : ٦١).
(٣) سورة يوسف / ٣٨.
(٤) الآية ١٣٣.
(٥) فى م : «وإسحاق كان عم يعقوب» وفى (المفردات فى غريب القرآن للراغب ٧) «وإسماعيل لم يكن من آبائهم وإنما كان عمهم». و «أدخله جملة الآباء ـ وكان عم يعقوب ـ ؛ لأن العرب تسمى العمّ أبا. وروى أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ قال للعباس [عمه] : «هذا بقية آبائى» (الوسيط للواحدى ١ : ٢٠١). وبيان ذلك : «أن إسماعيل هو ابن إبراهيم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ويعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهمالسلام» (المعارف لابن قتيبة ٣٤ ، ٣٩).
(٦) فى نسخة تيمور هامش وهو : «قوله : «الوالد بعينه» لا يفيد الأب المجازى الذى هو آزر ؛ لأن بعينه تأكيد للأب ؛ ولأن الوالد لا يكون إلا بحقيقته. ولكن مشى على قول مرجوح ، فلفظة «بعينه» لا حاجة إليها ، لكن عليها يصير «الوجه الثالث عين الثانى فى العم. فلينظر. انتهى» وفى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة ٢) «الأب الصلبى».
(٧) الآية ٤٢.
(٨) الآية ٧٤ ، وقوله تعالى (وإذ قال إبراهيم) غير موجود بالأصل المخطوط والسياق يقتضى الإثبات عن (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة ٢) وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٤٤) «وآزر : اسم أبى إبراهيم عليهالسلام».
(٩) الآيتان ٣٤ ، ٣٥.
(١٠) الآية ٢٣.
(١١) الآية ١٠٠.