تفسير الأذى على عشرة أوجه
الحرام* القمل* الشّدّة* الشّتم* البهتان* العصيان* التّخلّف* شغل القلب* المنّ* العذاب*
فوجه منها ؛ الأذى يعنى : الحرام ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً)(١) يعنى : حراما.
والوجه الثانى ؛ الأذى يعنى : القمل ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ)(٢) يعنى : القمل.
والوجه الثالث ؛ «الأذى» (٣) : الشّدّة ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ)(٤).
والوجه الرابع ؛ الأذى يعنى : الشّتم ؛ قوله تعالى فى سورة النساء : (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما)(٥) يعنى : سبّوهما وعزّروهما (٦) ؛ وقد نسخ السبّ بجلد مائة (٧) ؛ وكقوله تعالى فى سورة آل عمران : (وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ
__________________
(١) الآية ٢٢٢. «أى الحيض شىء يستقذر ، ويؤذى من يقربه نفرة منه وكراهة له» (الكشاف للزمخشرى ١ : ٩٠) وفى (تنوير المقباس ٢٥) «قذر حرام» وانظر (تفسير القرطبى ٣ : ٨٥).
(٢) الآية ١٩٦. «أو فى رأسه قمل يحلق رأسه» (تنوير المقباس ٢١) وانظر : (الكشاف للزمخشرى ١ : ١٩٦).
(٣) الإثبات عن م.
(٤) الآية ١٠٢ : «أى شدّة من مطر» (تنوير المقباس ٦٤).
(٥) الآية ١٦.
(٦) كما فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ١٢٢). وفى (اللسان : مادة : ع. ز. ر) «العزر والتعزير : ضرب دون الحدّ لمنعه الجانى من المعاودة عن المعصية» وقال الزمخشرى : «ويراد بالإيذاء ذمهما وتعنيفهما ، وتهديدهما بالرفع إلى الإمام والحدّ» (الكشاف للزمخشرى ١ : ١٦٥).
(٧) يشير بهذا إلى قوله تعالى : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ) [سورة النور : آية ٢] وروى ذلك النسخ عن ابن عباس والضحاك ومجاهد وابن زيد والسدّى والحسن البصرى (تفسير الطبرى ٨ : ٨٦ ـ ٨٧) و (الدر المنثور للسيوطى ٢ : ١٢٩) و (تفسير القرطبى ٥ : ٨٤ ، ٨٥) و (تفسير ابن كثير ١ : ٤٦٢) وانظر (الناسخ والمنسوخ لابن حزم ٢٩ ـ ٣٠).