تفسير الإدراك على أربعة أوجه
ألجمه* لحق* اجتمع* رأى*
فوجه منها ؛ «أدركه» (١) : ألجمه ؛ قوله تعالى فى سورة يونس : (حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ)(٢) بمعنى : ألجمه (٣).
والوجه الثانى ؛ أدرك ؛ أى لحق ؛ قوله تعالى فى سورة الشعراء : (قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ)(٤) ؛ أى ملحقون.
والوجه الثالث ؛ ادّارك : أى اجتمع ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة النمل : (بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ)(٥) / ؛ أى اجتمع ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأعراف : (حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً)(٦) يعنى : اجتمعوا ؛ وكقوله تعالى : (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ)(٧) ؛ أى تجتمع مع القمر.
والوجه الرابع ، الإدراك : الرّؤية ؛ قوله تعالى فى سورة الأنعام : (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ)(٨) يعنى : لا تراه الأبصار ، وهو يرى «الأبصار» (٩).
* * *
__________________
(١) فى ل : «الإدراك» وما أثبت عن م.
(٢) الآية ٩٠.
(٣) «يعنى» : حين أوشك أن يغرق» (الكشاف للزمخشرى ١ : ٣٥٣) ، وفى (تفسير الطبرى ١١ : ١١٠) «أى حتى أحاط به الغرق» ومثله فى (تنوير المقباس ١٣٦).
(٤) الآية ٦١. فى (اللسان : مادة د. ر. ك): «الدّرك : اللحاق. وتدارك القوم : تلاحقوا».
(٥) الآية ٦٦. «وأصل (ادّارك» تتدارك ، فأدغمت التاء فى الدال ، وأدخلت ألف الوصل ليسلم للدال الأولى السكون.» (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ٢٧٥) و (انظر البحر المحيط ٧ : ٩٢) و (تفسير القرطبى ١٣ : ٢٢٧) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ١٣٢) و (اللسان : مادة : د. ر. ك).
(٦) الآية ٣٨. «أى : تداركوا ، بمعنى : تلاحقوا واجتمعوا فى النار» (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٦٣) وبنحوه فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ١٦٧) و (تنوير المقباس ١٠١).
(٧) سورة يس / ٤٠. وانظر (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٣٦٥) و (تفسير القرطبى ١٥ : ٣٣) و (تفسير الطبرى ٢٣ : ٧) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٢٢٤) و (تنوير المقباس ٢٧٤).
(٨) الآية ١٠٣.
(٩) الإثبات عن م.